تداولت عدد من وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي ما مفاده وجود شبهة فساد في صفقة "آلات التشويش" التي تم تركيزها في مراكز الاختبارات الكتابية لمناظرة الباكالوريا للحدّ من عمليات الغش خاصة عبر الهواتف الجوالة. كما أشارت نفس المصادر إلى أنّ الوكالة الوطنية للترددات رفضت الترخيص لوزارة التربية من أجل اقتناء هذه الصفقة من آلات التشويش. وفي هذا السياق، اتصلت «الصباح نيوز» برئيس ديوان وزير التربية عادل الجربوعي الذي نفى صحّة ما تمّ تداوله، مؤكّدا أن صفقة اقتناء آلات التشويش مطابقة لكل المعايير ولا يشوبها أيّ فساد. وبخصوص عدم فاعلية آلات التشويش، خاصة بعد ما تمّ تسجيله من غش عن طريق نشر الاختبارات مباشرة إثر انطلاق الامتحان عبر صفحات «الفايسبوك» لطلب المساعدة، حيث كانت وزارة التربية كشفت في وقت سابق عن إيقاف عدد من المتورطين في مثل هذه العمليات، قال ان وزارة التربية بصدد التنسيق مع الوكالة الوطنية للانترنات، مشيرا إلى أنّ آلات التشويش ذات مردودية عالية ولا يشوبها أيّ خلل. كما أوضح ان الاشكال يتمثل في تعمّد المشغلين الثلاث في إشارة إلى اتصالات تونس وأوريدو وأورنج تونس، «الترفيع في قوة إرسالها» تزامنا مع عمل الات التشويش بمراكز الاختبارات حتى لا ينزعج حرفاؤها، وهو ما يتسبب في فقدان آلات التشويش لفاعليتها، مضيفا أنّ وزارة التربية بصدد التنسيق مع الوكالة في الغرض. ومن جهته، أوضح مدير عام الإعلامية والإدارة الالكترونية بوزارة التربية اسكندر غنية ان آلات التشويش التي تم اقتناؤها ذات جودة عالية ونجاعة قوية كما بإمكانها قطع كلّ الذبذبات إلى حدّ انترنات الجيل الرابع. وأضاف أن الإشكال يتمثل في كون آلات التشويش لها مجال تشويش مُحدد لا يمكن أن يتجاوز الفضاء المدرسي، مع قوة تشويش مطابقة للمعايير المعتمدة والتراتيب الجاري بها العمل. كما أشار غنية ان مجال التشويش يتأثر بعدة عوامل ولعل أهمها شبكات الارسال لمزودي الخدمات، مضيفا أنّ المشغلين وعلى اعتبار ان التشويش يؤثر في جودة خدمات المشغلين فإنّ هؤلاء يجدون أنفسهم مجبرون على الترفيع في قوة الارسال أمام تشكيات حرفائها، غير أنّ وزارة التربية لا يمكنها الترفيع في «قوة» التشويش. وفي هذا السياق، دعا الوكالة الوطنية للترددات إلى أن تحرص على احترام المشغلين للمعايير المطلوبة في ما يتعلق «بقوة الارسال» مشيرا الى ان من يحاول الغش قد يتوصل الى ارسال نص الامتحان لكن لا يمكنه استقبال أي ارسالية مهما كان نوعها