نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية، اليوم تقريرًا عن "الأسرار الخطيرة المرتبطة بأحد أهم مقار قيادة تنظيم داعش، والمخبأ السري" لزعيمه أبو بكر البغدادي. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن «تحرير بلدة البعاج العراقية الواقعة على الحدود السورية، كشف أسرارًا خطيرة قد تحتاج لأسابيع وشهور من أجل فكها». ورصد التقرير كيف كانت تعيش قيادات «داعش» في البعاج، وأين كان يختبئ زعيمه أبو بكر البغدادي، مشيرًا إلى أنه «رغم أن عناصر داعش حرصوا على أخذ أو إتلاف ما يستطيعون قبل هروبهم إلى الصحراء في سوريا، إلا أنهم خلفوا وراءهم أطنانًا من المستندات المهمة والخطيرة». وتعكس تلك المستندات أهمية بلدة «البعاج»، التي تقع شمال غرب العراق، بالنسبة للتنظيم الإرهابي، وأنها كانت مركزًا قياديًّا رئيسيًّا، ربما للبغدادي نفسه، بحسب الوكالة. وأشار كاتب التقرير، مارتن تشولوف، إلى أنه «بمجرد الدخول لأحد مباني البلدة، وجد معلقًا على جدرانها أحزمة ناسفة، وبعض البنادق وعددًا من القنابل الموقوتة». وتابع «في إحدى الغرف وجدت أيضًا سترات ناسفة، وعددًا من الملفات، التي تشرح بعض القواعد الرئيسية الخاصة بالتنظيم، مثل طريقة معاملة الرقيق (العبيد) وكيفية اللبس والتصرف». وأكد «بعد برهة من الوقت اكتشفنا أن المبنى منقسم لنصفين، أحدهما عبارة عن مصنع لتجهيز القذائف والأحزمة الناسفة المستخدمة في العمليات الإرهابية، والنصف الآخر عبارة عن إدارة لقيادات تنظيم داعش.. الإدارة القيادية الخاصة بالتنظيم كانت مختصة بإصدار الغرامات والفواتير والهويات الفردية». وأجرت «غارديان» عددًا من اللقاءات مع سكان «البعاج»، الذين تحدثوا أن مجرد السؤال عن البغدادي كان يمكن أن يكلف الشخص حياته. وقال أحد سكان «البعاج»، إنهم تعلموا خلال سيطرة «داعش» على البلدة ألا يطرحوا أسئلة عن زعيم التنظيم، بالرغم من أنهم كانوا يعلمون بصورة كبيرة أنه يعيش بينهم. ونقل التقرير عن ساكن آخر، قوله إن «البغدادي كان لديه نحو 10 منازل آمنة في البعاج، ولكن لم يكن يمتلك أحد الشجاعة الكافية للسؤال عن المنزل، الذي يقطن فيه البغدادي.. كنا نعلم أنه يعيش بيننا لنحو عامين، وكان متواجدًا في البعاج حتى مارس الماضي». ونقلت «غارديان» عن مصادر استخباراتية، قولهم إن «البغدادي كان مستقرًّا لفترة في البعاج للتعافي من إصابة خطيرة ألمَّت به، نتيجة غارة جوية استهدفته في فيفري 2015». وقال بومهدي المهندس، قائد في القوات المشتركة التي تحارب «داعش» في العراق، للجريدة البريطانية إن القوات كانت تطارد قيادات «داعش» في غرب الشوقات، لكنهم فروا إلى سوريا، بعدما أرسلوا خمسة أو ستة انتحاريين بين صفوف القوات لتعطيلها، خاصة بعد السيطرة على «البعاج» في معركة عنيفة استمرت خمسة أيام.