نظّمت حركة النهضة اليوم بالعاصمة ملتقى خاصا بقطاع السياحة أشرف عليه السيد حمادي الجبالي الأمين العام للحزب ورضا السعيدي، عضو مكتبه التنفيذي المكلف بالدراسات والتخطيط ومحمد بلعجوزة، رئيس الجامعة التونسية للنزل، ومحمد علي التومي، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار. الخمر في النزل حرية شخصية وعبّر حمّادي الجبالي في افتتاح أشغال الندوة عن استعداد حركة النهضة لتعميق التشاور والتفكير حول مشاغل قطاع السياحة وقال في هذا الصدد: "سنسعى بالتشاور مع المتدخلين في القطاع وأهل المهنة والاختصاص لتدارس مشاكل السياحة التونسية والحلول المناسبة لها حتى يحتل موقعا رياديا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية". ولا يخفى تخوف عديد الأطراف في قطاع السياحة وخارجه من موقف الحركة من مسألة الخمر والأكل الحرام في الفنادق والمطاعم السياحية وهو ما أجاب عنه الجبالي بالقول: "لن نفرض على أحد أشياء يمنعها القانون فالنزل مفتوحة لكل الناس والسياح لهم عاداتهم ومعتقداتهم وما يستهلكونه من أكل وشرب هو حرية شخصية". وقال حمّادي الجبالي أن الجامعة التونسية للنزل مطالبة اليوم "بتجاوز الخلافات داخلها وبالاستفادة من الأجواء الديمقراطية السائدة بالبلاد" وأكّد أن "هذه الجامعة هي جزء من مكونات المجتمع المدني الذي لن تتدخل في مكوناته لأن هذه المكوّنات ضرورية جدا لنجاح سياسة الدولة". الشروع حالا في معالجة المشاكل وذكّر رضا السعيدي، عضو المكلف بالدراسات والتخطيط في حركة النهضة، بأن السياحة التونسية تمثل 60 بالمائة من الناتج الداخلي الخام و20 بالمائة من الصادرات التونسية وتشغل 12 بالمائة من اليد العاملة النشيطة. وقال أن المطلوب اليوم "إعادة الثقة لشركائنا الخارجيين (عبر المشاركة في المعارض، الحملات الإشهارية، السفارات وممثليات ديوان السياحة بالخارج، استضافة الصحافة المختصة...) وطالب مكوّنات قطاع السياحة "بالشروع الجدّي والحيني في معالجة المشاكل" وأبرزها: المديونية، عدم تنوع المنتوج، النقل الجوي (فتح الأجواء بشروط)، انحسار الأسواق التقليدية (اقتحام الأسواق الواعدة وإعادة النظر في نظام التأشيرات)، التكوين، السياحة الداخلية.
خارطة طريق لإنقاذ قطاع السياحة عبّر محمد بلعجوزة، رئيس الجامعة التونسية للنزل، عن امتنانه لأن النهضة "وعدت بمجموعة إجراءات تهدف إلى إنعاش القطاع وعبّرت عن استعدادها لتشريك مكوّنات القطاع في كل المستويات وخصوصا في اتخاذ القرارات" وأكّد أن "قيادات النهضة عبّروا عن كل مشاغل المهنة". وقال أن السياحة التونسية "تستحق أفضل مما هي عليه الآن" وأعلن عن "إعداد خارطة طريق ستعرض على الحكومة القادمة" وعن تنظيم "حملة إشهارية لطمأنة شركائنا الأجانب"
ترتيب البيت من الداخل وصرح محمد علي التومي، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، أن النهضة "مدت لنا أيديها ولا أرى سببا لأن أكون غير متفائل". وقال التومي في مداخلته: "نعرف جيدا مكمن الداء ولا بد من ترتيب البيت من الداخل حتى نقدر على اكتساح الأسواق الخارجية". وفي عرضه لبعض المقترحات العملية للنهوض بالقطاع، قال التومي أن "تبسيط الإجراءات الإدارية وتطويع الجباية (بطريقة مدروسة) ضروريان لتطوير الاستثمارات (الأجنبية بالخصوص)" ودعا إلى "دعم موارد الصندوق المخصص للترويج السياحي مع تشريك البنوك وشركات الطيران في ذلك لأنها أيضا مستفيدة" وطالب "بالإسراع بفتح المجال الجوي ودعم استغلال المطارات الجوية في ذلك وفض النزاع بين المشغلين والشغالين إضفاء طابع خاص (cachet) على الوجهة التونسية ومعالجة مشكل المديونية"