ضرب، البارحة، جمهور مهرجان بوقرنين الدولي في دورته ال38 موعدا مع الضحك والكوميديا مع الفنان لطفي العبدلي في عرضه ''لطفي العبدلي آخر موسم"" العبدلي شو: السنة الأخيرة ". واستطاع لطفي العبدلي ان يحطم الرقم التاريخي بالنسبة لعدد الجمهور الحاضر في عروض المهرجان، حيث ناهز عدد الجمهور البارحة ال3.5 الف، ليتصدر بذلك قائمة العروض الأكثر استقطابا عبر دورات المهرجان المختلفة، بعد عرض الزيارة لسامي اللجمي التي انتظمت يوم 6 أوت الجاري، وفق ما أكّدته إدارة المهرجان ل"الصباح نيوز". وقدتوافد جمهور "الهمهاما" بأعداد غفيرة من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية تجاوزت بذلك طاقة استيعاب المسرح، حيث أغلقت الشبابيك قبل يومين من العرض. وقبل الساعة الثامنة من مساء الجمعة، حضر الجمهور بكثافة من أجل الحصول على مقاعد في الصفوف الأمامية لمشاهدة " العبدلي شو: السنة الأخيرة "، وقد كان لهم موعدا مع الممثل لطفي العبدلي دقائق قبل الموعد المحدد لانطلاق العرض، فأمام هتاف جمهور "الهمهاما" قرر العبدلي الانطلاق في عرضه عبر تقديم تحية خاصة للجمهور الحاضر والذي قال العبدلي ان "له مكانة خاصة لديه". الجمهور الحاضر هتف للعبدلي وصفق له وضحك على امتداد أكثر من ساعتين. وخلال العرض، انتقد العبدلي موجة الانتقادات التي يواجهها خاصة "من قبل بعض المتدينين" وغيرهم ممن يصفون عروضه ب"غير الاخلاقية ويعتبرونها عروضا ليست موجهة للعائلات. وكان للسياسيين نصيب الاسد من سخرية العبدلي، فقد تطرق الأخير لحافظ قائد السبسي نجل رئيس الجمهورية وكذلك انتقد تقدّم سن رئيس الجمهورية ومواصلة عمله على رأس الدولة، كما انتقد "محدودية ذكاء" عدد من الوزراء دون ذكر الاسماء، ولم يفوّت العبدلي الفرصة لانتقاد حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، وكذلك الشأن بالنسبة للإعلاميين. العبدلي تحدث عن الثورة التونسية وما ترتب عنها على الصعيدين الوطني والدولي، كما تطرق للجمهور التونسي والمرأة التونسية والرجل التونسي وموسم الأعراس الصيفية.. وتجاوز كل "الخطوط الحمراء" ليتحدث عن العلاقات الجنسية والزوجية، وفق ما أفاد به عدد من الحاضرين في العرض. ويبقى العبدلي ورغم سلاطة لسانه وتعرضه لموجة انتقادات خاصة من قبل الحاضرين في عروضه، من أكثر الفنانين استقطابا للجمهور، حسب ما يراه جمهوره. وقد عرف العرض تنظيما محكما بإشراف إدارة المهرجان والوحدات الأمنية بمختلف اختصاصاتها والتي كانت متواجدة على عين المكان لحسن تنظيم العرض والسهر على أمن الجمهور وسلامته، خاصة وأنّ الحاضرين أمس كانوا بأعداد غفيرة فاقت طاقة استيعاب المهرجان الأمر الذي يتطلب مستقبلا "لفتة هامة" أو "وقفة تأمل" من قبل السلط الجهوية والمركزية المعنية من أجل التفكير في توسعة هذا المعلم الهام لمدينة حمام الأنف والذي لم يعد قادرا على استقطاب العدد الكبير لرواد مهرجان بوقرنين العريق. ومن جانبه، قال مدير مهرجان بوقرنين الدولي الطاهر المخ في تصريح ل"الصباح نيوز" ان نجاح عرض لطفي العبدلي ينضاف لسلسلة النجاحات التي حققتها عدد من عروض المهرجان التي راعت تنوع الأذواق والشرائح العمرية. كما ختم بالقول: "اليوم يمكن أن نؤكّد أن هذه الدورة ناجحة بامتياز من خلال العروض المتنوعة والدسمة..." وفي ختام العرض تلقى الفنان لطفي العبدلي هدية من أحد أبناء الجهة تمثلت في لوحة فنية تحاكي وجه العبدلي، علما وأن من رسم الصورة هو شاب على كرسي متحرك يعاني من إعاقة عضوية.