كشفت انتخابات مدير منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن جهود حثيثة بذلتها بعض الدول العربية لقطع الطريق أمام مرشح العرب، فقط لأنه قطري. "تحيا فرنسا وتسقط قطر" كلمات لم يقلها داخل اليونسكو فرنسي ولا حتى إسرائيلي، بل صدرت عن مصري عضو بالبعثة الدبلوماسية لبلاده. وعكست هذه الكلمات الارتياح الرسمي المصري عند إعلان فوز مرشحة فرنسا أودري أزولاي بثلاثين صوتا على حساب المرشح العربي، القطري حمد بن عبد العزيز الكواري الذي حصل على 28 صوتا. وجاء فوز أزولاي في جولة التصويت الخامسة التي تعين إجراؤها لحسم الانتخابات عقب أربع جولات تصدرها جميعا المرشح القطري وبدا فيها أقرب ما يكون إلى هذا المنصب الذي لم تفز به أي شخصية عربية في السابق. وقد وجه الكواري التهنئة إلى منافسته وأعلن تقبله النتيجة بصدر رحب، مؤكدا فخره بما أنجزته بلاده. بيد أن خسارة المرشح القطري كشفت عن أزمة عميقة داخل الصف العربي. وقد علق مندوب قطر الدائم لدى اليونسكو علي زينل ب "خيبة أمل في ما قامت به بعض الدول العربية من تعطيل هذا الإنجاز الذي كان فعلا سيفرح الشعوب العربية". وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أعلن بشكل واضح دعم بلاده للمرشحة الفرنسية في جولة التصويت الأخيرة ضد المرشح القطري. وكان من المتوقع أن يحمل فوز المرشح العربي أهمية خاصة على خلفية مواقف اليونسكو العديدة التي انتصرت للمقدسات الإسلامية والتراث الفلسطيني، وقوبلت بغضب إسرائيلي. وقد أعلنت الولاياتالمتحدة خلال انتخابات مدير اليونسكو انسحابها من المنظمة، كما قالت إسرائيل إنها تستعد للانسحاب أيضا.