بلوحات فلكلورية متنوعة تنهل من عادات وتقاليد الدول المشاركة، انطلقت صباح اليوم الخميس، بساحة الشهداء وسط مدينة قبلي، فعاليات المهرجان الدولي للتمور في نسخته ال 34 التي تتواصل على امتداد ثلاثة ايام ببرنامج جمع بين العروض الفرجوية، والاعمال المسرحية، والندوات العلمية، الى جانب السهرات الفننية والعروض الصوفية والشعرية. وأوضح وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، لدى اشرافه على افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، ان جهة قبلي تعيش طيلة السنة على وقع العديد من التظاهرات المتواترة التي تؤكد أن الثقافة جزء لا يتجزؤ من فعل الجهة الثرية بمخزونها الحضاري والتاريخي الذي يجب العمل على مزيد تثمينه خاصة في مثل هذه المهرجانات ذات الابعاد المتنوعة التي تجمع بين الثقافي، والفني، والاقتصادي، والاجتماعي، فضلا عن البعد السياحي، خاصة وانها تستقطب سنويا العديد من المولعين بمتابعة مثل هذه التظاهرات، مؤكدا أن الوزارة خصصت كل الدعم اللازم من اجل انجاح هذا الزخم الثقافي بهذه الربوع والاسهام في مزيد اشعاعه. وبدوره، أشار المنسق العام للمهرجان، عبد الله بوصفة، إلى أن هذه الدورة تسعى الى مزيد التعمق في طبيعة هذه التظاهرة المخصصة للاحتفاء بالتمور، وذلك من خلال تخصيص حيز هام من معرض الصناعات التقليدية لابراز المنتوجات المعتمدة على المواد الاولية التي تنتجها النخلة لصنع التحف الفنية،فضلا برمجة ملحمة فنية والتي تعتبر اهم عمل مشهدي في المهرجان حول موضوع شح المياه بالجهة، الى جانب تنظيم ندوة علمية حول واقع وافاق قطاع التمور بهذه الربوع وأضاف أن المهرجان منفتح هذه السنة اكثر فاكثر على بعده الدولي عبر مشاركة 7 دول في هذه الدورة وهي الجزائر، وليبيا، والاردن، وفلسطين، والعراق، والمغرب، ومصر، بفرق للفنون الشعبية ستبرز مدى تقارب العادات والتقاليد بين هذه الدول وستساهم في انجاز عرض مشترك بساحة العروض بمدينة قبلي القديمة يجسد كيفية الاحتفال بالعرس التقليدي. ويتضمن برنامج هذه الدورة في يومه الافتتاحي تنظيم نصف المارطون الدولي للواحات تحت شعار « نتسابق نتعانق من اجل المحبة والسلام « انطلاقا من قرية بازمة وصولا الى مدينة قبلي، ثم افتتاح الملتقى الشبابي الاول للسياحة الواحية ليكون الموعد عشية اليوم بساحة العروض الكبرى بمدينة قبلي القديمة، مع العروض الفرجوية التي ستؤمنها الفرق الشعبية والفلكلورية من داخل تونس وخارجها، ثم فسح المجال للعرض الملحمي بعنوان « الاولاف» للمخرج حافظ خليفة، وبطولة محمد كوكة، وعاطف بن حسين، ومريم بلحاج احمد، وبسام بن حمادي، وهو عمل يجسد خطورة شح المياه على الوجود البشري بهذه الربوع. ويتواصل المهرجان في يومه الثاني عبر تنظيم يوم مفتوح للاسرة بدار الثقافة ابن الهيثم بقبلي تتخلله العديد من الفقرات التنشيطية، ثم يكون رواد هذه التظاهرة على موعد بمنتزه رأس العين مع الندوة العلمية حول واقع وافاق الموارد المائية وقطاع التمور بهذه الربوع، ليحتضن ذات الفضاء اثرها مسابقة طبق المهرجان وهي مسابقة في الاكلة الشعبية المميزة للجهة تحت اشراف الطباخ تيسير القصوري، ليتم بعدها التحول الى ساحة المهرجان لتقديم عرض عرس الواحة للمخرج عبد المجيد المرموري بمشاركة كافة الفرق الشعبية من داخل وخارج البلاد. وحين يخصص اليوم الختامي من المهرجان لتنظيم مقابلة في كرة القدم تجمع بين قدماء المنتخب الوطني وقدماء الرياضيين بولاية قبلي واعادة تقديم عمل فرجوي بعنوان «الاولاف»، مع تكريم الفرق المشاركة والفائزين في مختلف المسابقات التي ستنتظم خلال هذه الدورة، وفق ذات المصدر. من جانبهم، عبر عدد من ممثلي الدول المشاركة في هذا المهرجان على غرار، محمد محبوب، من الجزائر عن سعادته بمشاركته اهالي قبلي فرحتهم بالاحتفاء بالتمور التي تمثل اهم عمود فقري للتنمية بهذه الربوع، مشيرا الى اهمية الفعل الثقافي في التعريف بالموروث الحضاري للجهة التي تتميز بالتقارب الكبير في عاداتها وتقاليدها مع باقي دول المغرب العربي وخاصة منطقة الوادي الجزائرية.