حركة دؤوبة تعيش على وقعها ربوع الجريد هذه الأيام استعدادا لتنظيم الدورة الثلاثين من المهرجان الدولي للواحات خلال الفترة الممتدة من 26 الى 29 ديسمبر.وقد تم ضبط برنامج هذه الدورة تحت شعار «فراح الواحات» وتتضمن فقرات متنوعة تتراوح بين العروض الفرجوية والتنشيطية بساحات مدينة توزر موجهة لزوار المهرجان من أبناء الجهة والوافدين عليها من السياحة الداخلية والسياح الأجانب. ويقدر سنويا عدد متتبعي فقرات المهرجان بنحو 150 ألف متفرج وذلك إلى جانب الندوات الفكرية والمعارض. ويعد المهرجان الدولي للواحات من المحطات الثقافية والسياحية التي تستقطب الاهتمام بما يقدمه من عروض شيقة وسهرات فنية وإحياء الحركة السياحية والثقافية إذ تنشط خلال هذه الفترة كافة الفضاءات السياحية ليس فقط في مدينة توزر بل كذلك في بقية المواقع على غرار نفطة والواحات الجبلية والشلالات بتمغزة وموقع عنق الجمل. ويفتتح المهرجان بتنشيط الشوارع من خلال لوحات تقليدية تجسد أفراح أهالي الواحات في كل مناسباتهم بإيقاعات فلكلورية يشارك فيها نحو مائة من الفنانين الشعبيين لتجسم نماذج من الموسيقى الشعبية بجهة الجريد. وتقام بالمناسبة مجموعة من المعارض المتنوعة بفضاء روضة الشابى وساحة دار الثقافة إذ تنظم هيئة المهرجان بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية المعرض الوطني لنسيج «الفليج» الذي تتميز به ولايات الجنوب ومعرض الصناعات التقليدية المميزة للجريد فضلا عن معرضين للصور الفوتوغرافية الأول تحت عنوان «الواحة في الجنوب التونسي» والثاني تحت شعار «واحتي هي حياتي» . ويخصص المهرجان فضاءات للسياحة الصحراوية تتضمن عرض الأعشاب الصحراوية والواحية والجبلية والمنتوجات الغذائية المصنعة من مشتقات التمور ويستقطب الاستعراض الضخم الذي يفتتح به المهرجان العدد الأكبر من المتتبعين ويعد من أهم الفقرات بما يقدمه من رؤية فنية لعادات وتقاليد الجريد إذ ينتظم عرض الافتتاح بساحة رأس العين المحاطة بالواحات. ويشارك في تأثيث لوحاته نحو الألف مشارك من الفرق الفلكلورية والصوفية والفرسان والأطفال والنساء وتجسد هذه اللوحات بعض المشاهد الحية لأفراح وعادات المنطقة في شكل حكاية تبرز المخزون التراثي والحضاري من خلال النغمات الموسيقية التقليدية واللوحات الفنية الراقصة. كما حرصت هيئة المهرجان على تنشيط مدينة توزر ليلا بالسهرات الفنية ومواصلة الفقرات التنشيطية على امتداد أيام المهرجان فضلا عن بعض الفقرات الطريفة كترويض الزواحف والدخلة الصوفية لأولياء الجريد وسهرة الأزياء التقليدية. وقد نجح المهرجان بذلك في أن يصبح من المحطات الهامة وطنيا وحتى دوليا إذ يستضيف الديوان الوطني التونسي للسياحة بهذه المناسبة العديد من الوفود الإعلامية والسياحية من عدة بلدان .