يتكون متحف الكاريكاتير -وهو عبارة عن مبنىً معماري مميز من الحجر الأصفر- من طابق وحيد ومدخل كبير و3 غرف للعرض الكاريكاتيري، ويتخذ سقف المبنى شكل قبة كبيرة، ولا يخضع لحراسات وأجواء تأمينية مثل المتاحف الرسمية. وبحسب هيئة الاستعلامات المصرية (حكومية)، فإنه أول متحف للكاريكاتير في الشرق الأوسط، ويقع بقرية تونس التابعة لمحافظة الفيوم، وسط مصر، ويضم تراثا فنيا لأعمال 55 فنانا، ونحو 500 عمل إبداعي. وهذا السبق الذي يحققه المتحف، تُقره هيئة الاستعلامات والفنان التشكيلي المصري الشهير، محمد عبلة، الذي أسس ذلك المقر وافتتحه قبل نحو 7 أعوام، ليس في العاصمة كما تنتشر مقار الثقافة والفنون، ولكنه بإحدى قرى مصر التي قلما تشهد فعاليات ثقافية. وما إن تدخُل المتحف وتسير في ممراته حتى تتابع الأعين العشرات من الصور الكاريكاتيرية التي تبعث روحا من الفكاهة والرمزية والسخرية، وبعضها يعود إلى عام 1930، وصورا تحكي تاريخ مصر عبر العصور. ووفقا للفنان عبلة فإن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحافية. وأكد أنّه يعشق فن الكاريكاتير، ويجمع رسوماته منذ 20 عاما سواء من مقتنيات خاصة أو عن طريق إهداء من الفنانين وعائلاتهم. وأضاف أنه عندما تكونت لديه مجموعة كبيرة تجاوزت 500 رسم، قرر إنشاء متحف وعرضها فيه، لأنّ الكاريكاتير يندثر وبالتالي سيضيع التاريخ، خصوصا أنه يُخبرنا بالحقب السياسية المختلفة في مصر، ويكشف حرية الإعلام ومعدلات الفقر والأميّة في كل حقبة. وأشار الفنان المصري، في تصريحات صحافية، إلى أنّه بدأ في تنفيذ الفكرة منذ عام 2009، وافتتح المتحف من أجل الحفاظ على التاريخ. وعن سبب اختياره لقرية وليس مدينة لإنشاء المتحف، قال إنه يحب الهدوء والطبيعة، لأنها تكون مصدر إلهام له. وتابع قائلا إنه اختار قرية تونس لطبيعتها المبهرة وكونها قريبة من القاهرة (تبعد نحو 130 كلم)، حيث يأتي إليها السائحون من جميع أنحاء العالم ليستمتعوا بجمالها الطبيعي بسبب وقوعها على ضفاف بحيرة قارون وقربها من وادي الحيتان (محمية طبيعية تم تصنيفها منطقةَ تراثٍ عالمي). وتتميز جدران منازل قرية تونس بأنها تتزين بلوحات فنية رائعة، ذاع صيتها بمجهود الفنانة السويسرية، إيفيلين بيوريه، التي جاءت إلى القرية مع زوجها الشاعر المصري سيد حجاب منذ 48 عاما، وأسست فيها مدرسة لصناعة الفخار، وتقام فيها مهرجانات سنوية في هذا الصدد. وقال إبراهيم نجل عبلة إنّ كل الأعمال المعروضة بالمتحف أصلية وليست نسخا، بالإضافة إلى أنّ هناك رسامين يبعثون لهم برسومات كثيرة لعرضها في المتحف. وكشف أنّه يتم تغيير الرسومات المعروضة كل فترة، كي لا يملّ الزوار، ولكي يجدوا أعمالا متجددة باستمرار. وأشار إلى أنّه أول معرض متخصص في عرض فن الكاريكاتير في الشرق الأوسط وأفريقيا كلها، ويضم رسومات من مجلات دورية كانت تنشر كاريكاتير عام 1930 مثل "الشعلة"، و"الكشكول"، و"اضحك. وشدد على أنّ فن الكاريكاتير لا يموت، خصوصا أنه يلخص أزمة بلد أو كارثة في صورة، موضحا أن المتحف ليس للعرض فقط وإنما أيضا لتنمية مواهب منها موهبة الرسم.(العرب(