أكدت نزيهة العبيدي، وزيرة المرأة والأسرة والطفولة، امس خلال ندوة صحفية حول "16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة" تحت شعار "من اليوم ماكش وحدك...القانون معاك"، أن هذه الحملة تهدف الى دعم الوعي وخلق رأي عام مساند لمناهضة كافة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة والفتاة وتسليط الضوء على هذه الظاهرة وتداعياتها الخطيرة على الأسرة والمجتمع، ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعى نحو ايجاد حلول جذريه لها. وبيّنت أنّ ال16 يوما من النشاط - التي تنطلق يوم 25 نوفمبر الجاري بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتتواصل حتى ال 10 من ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان – ستشهد إمضاء الاتفاقية المشتركة للتعهد بالنساء ضحايا العنف بين وزارات العدل والداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية والمرأة والأسرة والطفولة، كما ستمثل فرصة لمزيد تكثيف الحملة الاتصالية حول القانون الأساسي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي تمت المصادقة عليه في جويلية الفارط وسيدخل حيّز التنفيذ في فيفري 2018. وذكّرت الوزيرة أن القانون الذي لقي إجماعا من جميع الأطياف السياسية والمجتمعية قد تمّ إعداده وفق مقاربة تشاركيّة مع مختلف مكوّنات المجتمع المدني والهياكل الحكوميّة المتدخلة، وبالاعتماد على رؤية شاملة تقوم على التصدّي لمختلف أشكال العنف بالوقاية والحماية والإحاطة والردع، مبرزة أنّ الجهود موجهة حاليّا نحو إعداد النصوص التطبيقيّة لهذا النص التشريعي بعد أن تمّت ترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنقليزية وإلى كتابة البرايل الخاصة بذوي الاحتياجات البصرية الخاصة. وأكدت في هذا السياق حرص الوزارة على تكثيف مراكز الإيواء للنساء ضحايا العنف بكافة ولايات الجمهورية والتي يبلغ عددها حاليّا 5 مراكز بتونس وجندوبة وقفصة والقيروان، وعلى تجهيزها وتطوير خدماتها عن طريق تكثيف تكوين المؤهلين في التعهد وتأطيرهم. كما أعلنت الوزيرة عن إطلاق حملة "أمي سالمة" في الجهات للتحسيس بمختلف فصول القانون الأساسي للقضاء على العنف ضد المرأة والتعريف بع في الأماكن العامة من خلال الاتصال المباشر في كل أنحاء الجمهورية. يُذكر أنّ مناهضة العنف القائم على أساس النوع هي من أكثر التحديات التي تواجه بلدان العالم، إذ وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2015 فإن قرابة 35% من النساء حول العالم تعرّضن لأحد مظاهر العنف الجسدي، كما أن 30% منهنّ تعرضن في حياتهنّ مرة واحدة على الأقل لشكل من أشكال العنف الجنسي. أما على المستوى الوطني فتفيد آخر الإحصائيات أنّ 47.6% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة تعرضن للعنف ولو مرة في حياتهن العنف، وأنّ العنف المادي والجسدي هو الأكثر شيوعا بنسبة 31.7% يليه العنف المعنوي بنسبة 28.9% ثم العنف الجنسي بنسبة 15.7% وأخيرا العنف الاقتصادي بنسبة 7.1%.
