من على سريره في مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية في دلتا النيل، أكد إمام مسجد قرية الروضة استعداده للعودة يوم الجمعة المقبل لاستكمال الخطبة التي كان بدأها قبل أن ينهمر الرصاص على المصلين في المسجد. «بعد نحو دقيقتين على بدء خطبة الجمعة سمعت صوت انفجارين خارج المسجد، ثم وجدت المصلين يجرون خوفا وهلعا، قبل أن يدخل أشخاص المسجد وهم يطلقون النار على كل ما يتحرك أمامهم»، هكذا روى الإمام الشاب محمد عبد الفتاح (26 عاماً) اللحظات الأولى للهجوم. وتابع الإمام، الذي طلب من أهالي قرية الروضة نقله إلى بلدته بعد الاعتداء، «سقطت خلف المنبر ولم أشعر بشيء سوى بشخصين أو ثلاثة يسقطون فوقي وهم ينزفون». ولم يصب الشيخ عبد الفتاح سوى بكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، لكن حالته العامة جيدة. ويوضح أن «منبر المسجد شكل حماية» له، مبيناً أن «المنبر المرتفع نحو مترين عن الأرض مشيد من الطوب والإسمنت، وليس من الخشب كما هي العادة في المساجد القديمة». وقال بحماس «لو ربنا شفاني سأذهب يوم الجمعة المقبل (الى مسجد قرية الروضة) لألقي خطبتي، وسوف استأذن وزير الأوقاف (الذي يتبع إليه المسجد) بأن أكمل موضوع الخطبة الذي بدأته الاسبوع الماضي وكان عنوانها: محمد نبي الإنسانية». ولم يشأ الشيخ تقديم إجابة واضحة عن السؤال «هل أنت صوفي؟»، واكتفى بالرد «أنا من اتباع الله ورسوله». ويتحدر الشيخ من قرية سعود التابعة لمركز الحسينية (15 كيلومترا شمال شرق القاهرة) والتي يقع فيها ضريح الشيخ عيد أبو جرير مؤسس الطريقة الجريرية الأحمدية التي يتبعها الكثير من أهالي قرية الروضة شمال سيناء. وبين الشيخ عبد الفتاح أن توقيت الهجوم «ربما يكون مرتبطا باقتراب موعد مولد النبي (محمد) الجمعة المقبل». وتابع «سمعنا من نحو سنة من أشخاص في قرية الروضة كلاما عن تهديدات (من جهاديين) لوقف احتفالات مولد النبي». وأشار إلى أن «المسجد الذي تعرض للهجوم هو الأكبر في القرية ويضم ساحة وزاوية، وهي أماكن يستخدمها الصوفيون عادة لإقامة احتفالاتهم وحلقات الذكر». (وات(