قال إمام جامع الزيتونة حسين العبيدى أمس الاثنين في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنّ الإدراة ستتولى استرجاع الخلدونية وكل المقرات التابعة لجامع الزيتونة. وأكّد أن مع "عودة التعليم الزيتوني الاصيل فان جميع المقرات التابعة لجامع الزيتونة والمستغلة حاليا من قبل جمعيات مختلفة ستخضع اليا لإشراف الجامع". واستدل الشيخ حسين العبيدى على ذلك بوثيقة وقعتها الحكومة ممثلة في كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنصف بن سالم ووزير التربية عبد اللطيف عبيد ووزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي من جهة والإمام الاعظم لجامع الزيتونة الشيخ حسين العبيدى من جهة ثانية يوم 12 ماى 2012 وذكر بأن توقيع هذه الوثيقة جاء على اثر قرار قضائي بتاريخ 19 مارس 2012 كان أمر برفع الاختام الموضوعة منذ سنة 1958 على مؤسسة الزيتونة المجيدة بحسب وصفه والتي قال انها أعرق مؤسسة تعليمية في الوطن العربي، وفق ما جاء في "وات". وأضاف الشيخ العبيدى في تصريحه أنه تم استرجاع 25 مدرسة زيتونية بمختلف أنحاء البلاد تم فتح أبوابها بعد للتعليم الزيتوني الذى تم منعه في تونس منذ سنة 1964ومن بين هذه المقرات التابعة لجامع الزيتونة ذكر حسين العبيدى جوامع "يوسف داى" و"صاحب الطابع" و"المرادى" بتونس العاصمة و"المدرسة الخلدونية" و"معهد ابن شرف" و"جامعة الزيتونة" و"جامعة 9 أفريل" فضلا عن المقرات في داخل البلاد مثل بنزرت وباجة والكاف ومنزل تميم وسوسة وجندوبة ومساكن والمنستير والمهدية والقيروان وفيانة وتالة وقفصة وتوزر وصفاقس والمحرس وقابس ومدنين وتطاوين وقبلي وجمال ونفزاوة وقسمي ابن باديس والكتاني بقسنطينة من الجزائر. واكد العبيدي في تصريحه ل"وات" على سعيه أيضا الى استرجاع المكتبة التي تعد قرابة 530 ألف مصنفا ومخطوطا منها 3 الاف و964 سرقها سنة 2010 صهر الرئيس المخلوع صخر الماطرى بحسب تأكيده. وأفاد في هذا السياق أن إدارة جامع الزيتونة بعد أن علمت بوجود 7 الاف مؤلف يعود تاريخها الى سنة 1371 هجرية بكل من معهد ابن شرف و فضاء الخلدونية تولت يوم 30 ديسمبر المنقضي ارسال فريق متكون من أربعة أئمة لتفقد هذين المقرين وإعلام السلط المعنية. وقال في هذا الصدد ل "وات" : "رفعنا يوم 4 جانفي الجارى شكوى للكشف عن هوية الاشخاص الذين قاموا بسرقة هذه المؤلفات ونحن الان في انتظار قرار القضاء". ومن جهته، أكّد مصدق بسباس نائب رئيس جمعية البحوث الدولية في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه تمت مهاجمة مقر المدرسة الخلدونية يوم 2 جانفي الجارى من قبل حوالي خمسين شخصا أرسلهم حسين العبيدى بحسب قوله. وأضاف أن المسؤول عن الفضاء وعضو الهيئة المديرة للجمعية فتحي القاسمي تعرض رفقة عدد من الطالبات الى الاعتداء والطرد من المقر أين كانوا يعقدون اجتماعا وفق ما جاء في روايته. وأردف في تصريحه أن هذا المقر الذى تتصرف فيه الجمعية منذ 2008 بمقتضى عقد موقع مع بلدية تونس تمت مصادرته من قبل هؤلاء. وقال كذلك إنه تم اعلام وكيل الجمهورية والوزارات المعنية إلا أن تحركهم قد تأخر كثيرا معربا عن الخشية من أن يقع تبديد المكتبة التي وصفها ب"الثمينة" والتي تضم حوالي 20 ألف مؤلفا تعنى كلها بالدراسات الدولية. وزارة الشؤون الدينية : لا يوجد مقرات راجعة بالنظر إلى جامع الزيتونة أمّا عبد الستار بدر مدير عام بوزارة الشؤون الدينية فقد أكّد في تصريحه لل "الصباح نيوز" أنّه لا يوجد مقرات راجعة بالنظر إلى جامع الزيتونة، معتبرا ذلك ادّعاء من طرف الشيخ حسين العبيدي. وأضاف أنّ العبيدي قد استولى على جامع الزيتونة بطريقة غير شرعية وتولّى الإمامة بدون تكليف من الوزارة بتعلّة أنّه يمثّل المشيخة العظمى للجامع ويرى أنّ هذه المشيخة جهاز مستقل عن كافة الهياكل التابعة للوزارة. وفي هذا السياق، قال : "هذا الأمر غير صحيح باعتبار أنّ جامع الزيتونة يرجع بالنظر لوزارة الشؤون الدينية وهذه الأخيرة هي التي تعتني بالجوامع من حيث الصيانة والترتيب وخلاص أجور العاملين بها". وحول المقرّات التي تحدّث عنها الشيخ العبيدي، قال بدر أنّ الشيخ يرى أنّ هذه المقرّات تابعة للتعليم الزيتوني باعتبارها كانت في الخمسينات من القرن الماضي تدرّس التعليم الزيتوني. وأضاف : "العبيدي يقوم بمحاولات للاستيلاء غير الشرعي على المقرات مدعيا أنّه سيستغلّها لإعادة التعليم الزيتوني". وبيّن أنّ الوزارة ترحّب بهذا النوع من التعليم ولكنّها في المقابل تريد أن تؤسس لهذه العودة على أسس سليمة بالتنسيق مع الوزارات المعنية حتى يكون المتخرّج من هذا التعليم له شهادة معترف بها".