دعت مجموعة من الشباب من مختلف الجهات الى ضرورة تفعيل مبدإ التمييز الايجابي عبر تغيير منوال التنمية وايلاء الاولوية للمناطق الداخلية في الاستثمارات العمومية والخاصة بهدف ارساء عدالة اجتماعية واقتصادية ترقى الى تطلعات هذه الفئة الاجتماعية. وشددت هذه المجموعة خلال اللقاء الوطني حول توصيات الشباب في مجال نبذ العنف وبناء السلم الذي التام صباح اليوم بالعاصمة تحت شعار «الشباب يشارك في القرار وبناء السلام» وذلك ببادرة من منظمة البحث عن ارضية مشتركة وصندوق الاممالمتحدة للسكان على ضرورة تشجيع الدولة للشباب على الاستثمار والمبادرات الفردية بالغاء قرار التمويل الذاتي للمشاريع وتعزيز ثقة الفئات الشابة في المؤسسات الوطنية من خلال التصدي لمظاهر الفساد. كما توجهت بتوصيات الى مختلف الوزارات حيث دعت الى مراجعة دور الشباب واعادة تاهيل اطاراتها وتعزيز مكانة الشباب داخل هذه المؤسسات كقوة اقتراح ومبادرة وباعتباره شريكا فاعلا في اخذ القرار وصياغة البرامج الى جانب التركيز على المناهج التربوية بتغييرها وتحيينها عبر ادماج تقنيات التناظر والتنمية البشرية والتثقيف. ونادت المجموعة الشبابية وزارة التكوين المهني والتشغيل الى مراجعة اليات التشغيل (عقد الكرامة وفرصتي) وتطويرها لفائدة اصحاب الشهائد العليا وخريجي مراكز التكوين مع ضبط اجراءات التعاقد بها لضمان فعاليتها. وتاتي هذه التوصيات في اطار الاحتفال بالذكرى الثانية للقرار الاممي 2250 حول «الشباب والسلم والأمن» الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 9 ديسمبر 2015 والذي ينص على تعزيز مشاركة الشباب في الحد من الصراعات وتعزيز ثقافة السلام. وقد تم ضبطها بعد سلسلة من الورشات والملتقيات التي جمعت بين شباب من مختلف انحاء الجمهورية (تونس (دوار هيشر) وسليانة وبنزرت وقابس والقصرين وسيدي بوزيد وجندوبة وقفصة) ومن مختلف الفئات والاعمار. وسيتم توجيه هذه التوصيات التي تمت صياغتها في كتيب باللغة الانقليزية الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريتش حسب ما اوضحته مديرة بلدان وصندوق الاممالمتحدة للسكان - هيلد ديمان - التي اشارت الى ان إدماج الشباب في جدول أعمال السلام والأمن من اولويات عمل الاممالمتحدة. ولفتت الى ان الصندوق الاممي للسكان يركز في عمله اليومي على دور الشباب في تعزيز السلم والامن من خلال التواصل مع هذه الشريحة مشيرة الى ان العمل الميداني الذي قام به في هذا المجال مكنه من الاطلاع عن كثب على دواعي القيام بالعنف وكيفية تبريره لذلك وهو الان يسعى الى مرافقة هذه الفئة والاستماع الى مشاغله قائلة في هذا السياق «نحن هنا معكم ، سنعمل على الاستماع اليكم ومرافقتكم، عملنا يبدا الان». ومن جهتها اكدت مديرة المرصد الوطني ايمان بالهادي ان الشباب يعيش مشاكل جمة من اهمها البطالة والتهميش ولكن لا توجد هناك حلولا «معجزة» للخروج من هذا الوضع مشيرة الى ضرورة ان يتحمل الشباب المسؤولية وان يبحث بنفسه عن الحلول الكفيلة مستشهدة في هذا المجال بوجود شباب ناجح ومبدع كما دعت الى ضرورة العمل المشترك بين الدولة والمؤسسات الشبابية حتى تتراجع نسبة التهميش وتقوم هذه المؤسسات بدورها بمرافقة الشباب وصقل مواهبه.