قال رئيس الهيئة السياسية في حزب "حراك تونس الإرادة"، عدنان منصر، إن قرار شركات الطيران الإماراتية منع النساء التونسيات من السفر في الطائرات التابعة لها "لا يمكن تفسيره إلا من خلال الرجوع إلى تاريخ هذه الدولة في الإساءة لتونس منذ ثورتها". وأضاف منصر، في تصريح خاص ل"الخليج أونلاين"، أن الإمارات "بهذا السلوك العدائي وجهت ضربة قاصمة لصورتها لدى الرأي العام التونسي. ما كنا نقوله نحن عن الإمارات وعدوانيتها ضد تونس وثورتها، وتآمرها عليها واستهانتها بها، أصبح اليوم قناعة عامة لدى كل التونسيين". وأوضح منصر أن "الإمارات منعت التونسيين طيلة سنوات مضت من الحصول على تأشيرات سفر إليها، كما قاطعت أنشطتها الرسمية، وحاصرتها اقتصادياً بعدم استثمار دينار واحد فيها، وشنت عليها هجمات إعلامية لا تتوقف، إضافة إلى تدخلها المفضوح في الشأن الداخلي بتمويل بعض الأحزاب والشخصيات المعادية للثورة". ورأى السياسي التونسي أن "القرار لم يكن تقنياً؛ لأن التخوف من هجمات إرهابية لا يبرر مثلاً منع صعود الأطفال، كما أن الخوف على الطائرات الإماراتية، إن صح، لا يفسر السماح بركوب التونسيات يوم الجمعة في ذروة الاحتجاج، فضلاً عن أن استثناء الرجال من القرار يفضح حجم الغباء؛ فإذا كانت المرأة خطراً محتملاً، فالرجل كذلك أيضاً، وربما أكثر". وأوضح عدنان منصر في حديثه ل"الخليج أونلاين" أن السلطات التونسية فوجئت بالسلوك الإماراتي، وكانت ردة فعلها مضطربة في البداية، ولكن بسبب ضغط الرأي العام بدأ رد الفعل يأخذ منحى تصاعدياً، إلى حين صدور قرار وزارة النقل تعليق الرحلات الجوية الإماراتية، وطلب اعتذار سلطات أبوظبي عمَّا حصل. وبعد ضغوط شعبية وسياسية كبيرة، قرّرت وزارة النقل التونسية "تعليق الرحلات الجوية الإماراتية إلى أن تتمكن من إيجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها، وفقاً للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية". ورأى منصر أن "رد الفعل الرسمي التونسي كان أرقى في النهاية من ردود أفعال بعض الأحزاب والشخصيات المحسوبة على التمويل الإماراتي، التي رفع طلب تونس اعتذاراً علنياً من الإمارات توتّرهم درجة إضافية"، مشيراً إلى أن "الإمارات فوجئت برد الفعل التونسي، حتى إن متابعة إعلامهم تفضح حجم المأزق الذي أوقعت فيه هذه الدولة نفسها". ورغم الاعتذار الإماراتي غير العلني، أعلنت الرئاسة التونسية الاثنين أن "قرار تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية إلى تونس سيظل قائماً إلى حين مراجعة إجراءات سفر التونسيات طبقاً للقوانين والمعاهدات الدولية الجاري بها العمل". ودعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في بيان رسمي "إلى العمل على تجاوز هذه الإشكالات في أقرب الأوقات، حفاظاً على علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين الشعبين التونسيوالإماراتي". (الخليج أونلاين)