قال شاهد إن شاحنات إغاثة بدأت في دخول منطقة الغوطة الشرقية السورية يوم الاثنين لتصبح بذلك أول مساعدات تصل الجيب المحاصر منذ أن بدأت القوات الحكومية قبل أسبوعين أحد أعنف هجماتها منذ نشوب الصراع. كان مسؤول بمنظمة الصحة العالمية قال إن الحكومة السورية سحبت معظم اللوازم الطبية من شاحنات الأممالمتحدة ومنعت دخول حقائب الإسعافات الأولية ولوازم الجراحة والغسيل الكلوي وعبوات الإنسولين إلى الجيب الذي يعيش فيه 400 ألف شخص. وتوعد الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد بمواصلة هجومه على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق قائلا إن الهجوم لا يتعارض مع وقف لإطلاق النار يدوم خمس ساعات يوميا ودعت إليه روسيا الحليفة الرئيسية لدمشق. ولم يدخل وقف كامل وأوسع نطاقا لإطلاق النار في سوريا دعا إليه مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ خلال الهجوم الذي بدأته القوات السورية بضربات جوية عنيفة قبل أسبوعين وأعقبتها بهجوم بري في الأيام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب من مقره في بريطانيا إن عدد قتلى الهجوم تجاوز 700 شخص خلال أسبوعين من القصف العنيف للمنطقة المكتظة بالسكان. وذكر المرصد أن القوات الموالية للأسد حققت تقدما مفاجئا في الغوطة الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية وانتزعت السيطرة على ثلث المنطقة فاقتربت بذلك من فصلها إلى قسمين في هجوم وصفه مسؤول بالمعارضة المسلحة بأنه يتبع سياسة "الأرض المحروقة". وعرض التلفزيون السوري لقطات صباح يوم الاثنين من بلدة الشيفونية وهي إحدى القرى التي انتزعت القوات الحكومية السيطرة عليها. وظهرت في اللقطات أنقاض مبان إسمنتية وشوارع يتناثر فيها الركام وجدران عليها آثار رصاص. وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية منذ عام 2013 وكانت الأممالمتحدة تخشى نفاد الغذاء والدواء لدى الموجودين داخل الجيب المحاصر حتى من قبل الهجوم الكبير الأخير. ووصلت قافلة إغاثة واحدة المنطقة حتى الآن وكان ذلك في 14 فبراير شباط. وفي تصريحات نقلها التلفزيون السوري يوم الأحد رفض الأسد البيانات الغربية بشأن الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وقال إنها "كذبة سخيفة". وقال شاهد من رويترز إن قافلة إغاثة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري وصلت إلى نقطة العبور للغوطة الشرقية في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين مع شاحنات خاوية أرسلتها الحكومة لإجلاء المدنيين الذين قد يخرجون من الجيب المحاصر. وأضاف أن أولى شاحنات قافلة ثانية أرسلتها الأممالمتحدة وصلت بعد ذلك بقليل. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأحد إنه يرغب في دخول قافلة من 46 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية والطعام والمكملات الغذائية الغوطة الشرقية يوم الاثنين. وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية لرويترز إن الحكومة السورية رفضت 70 بالمئة من الإمدادات التي أعدتها المنظمة لتدخل مع قافلة يوم الاثنين بما في ذلك "كل (حقائب) الإسعافات الأولية ولوازم الجراحة والغسيل الكلوي والإنسولين". وذكر الجيش الروسي أن مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الغوطة الشرقية وافقوا على السماح للمدنيين بالمغادرة مقابل الحصول على مساعدات. واتهم الأسد وروسيا مرارا مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من الفرار وهو اتهام نفته المعارضة المسلحة التي تقول إن الناس يخشون التعرض للاعتقال والتعذيب أو التجنيد القسري إذا ما عبروا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ودفعت المخاوف بشأن المدنيين في الغوطة الشرقية مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار قبل أكثر من أسبوع يطالب بوقف كامل لإطلاق النار في عموم سوريا. وتقول روسيا التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" ووافقت على القرار إنه لا ينطبق على جماعات المعارضة في الغوطة الشرقية التي تصفها موسكو بأنها جماعات "إرهابية". وتطبق موسكو بدلا من ذلك وقفا يوميا لإطلاق النار لأغراض إنسانية من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي (من 0700 إلى 1200 بتوقيت غرينتش). (رويترز)