شهدت منطقة سيدي علوان من ولاية المهدية، اليوم الإربعاء، بدار الثقافة بالمنطقة، تجمعا واسعا ضم عددا هاما من المربين وأولياء التلاميذ والمختصين في علم النفس والاجتماع وممثلين عن مندوبية الطفولة والأمن في سعي لتطويق ظاهرة لعبة «الحوت الأزرق»التي باتت تهدد حياة التلاميذ. وكشف الاجتماع عمق الهوة التي تفصل الأولياء عن أبنائهم، وغياب الرقابة والمتابعة، وغياب الوعي بخطورة اللعبة المذكورة، كما بسّط المختصون النفسيون والاجتماعيون للأوياء فهم لعبة الحوت الأزرق وطريقة تنزيلها على الهواتف الذكية، وكيفية التدخل لتفكيكها ومراقبة التلاميذ في هذا الإطار. من جهته، أفاد معتمد سيدي علوان، زياد ساسي، بوجود عصابة تدير اللعبة من تونس وقد أذنت النيابة العمومية بتفكيكها، على حد قوله، موضحا أن المشرفين على اللعبة من تونس وخارجها يستهدفون الاطفال الذين هم في سن المراهقة أي في مرحلة بداية التغيرات النفسية والفيزيولوجية للطفل ويقودونهم إلى الانتحار مرتكزين على غياب وعي الأولياء بهذه المخاطر. ولفت إلى المجهودات الأمنية الكبيرة التي تبذل بغاية تطويق الظاهرة التي ذهبت بحياة تلميذتين من المنطقة، خلال الأسبوعين الأخيرين. من ناحيته، أوضح المندوب الجهوي للتربية، الهادي طرشون، لمراسل (وات)، أن المندوبية أطلقت، منذ شهر، حملة تحسيسية بمخاطر لعبة الحوت الأزرق، وفرت لها مختصين نفسيين بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الاجتماعية ومندوبية الطفولة والإدارة الجهوية للصحة. وشدد طرشون على أن اللعبة تمارس بالأساس في منازل التلاميذ الذين لا يتمتعون بمتابعة من قبل الأولياء، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن «أبوي التلميذتين اللتين اقدمتا على الانتحار، مؤخرا، يقيمان بالخارج». من جانبهم، ناشد عدد من مربي الأقسام الإعدادية المجتمع المدني ومختلف السلطات الجهوية بضرورة تنسيق الجهود لإنقاذ التلاميذ خاصة وأن العدد «بات في ازدياد وأن العديد منهم في المراحل الأخيرة من اللعبة وقد يفقدون حياتهم بسهولة». ولاحظ عدد منهم أن أعداد التلاميذ الذين يمارسون لعبة الحوت الأزرق بات بالعشرات وقد تم اكتشاف 4 حالات دخلت مرحلة الانتحار وتم انقاذهم». ونقلوا أن التلاميذ «أصبحوا يخفون الوشم الذي تفرض اللعبة رسمه على أيديهم ليطال مناطق مخفية من أجسادهم حتى لا يتفطن أحد لهم «، ما دفع بالمربين إلى إطلاق حملة تفتيش لاكتشاف هذه الأوشام مع تخصيص وقت هام للتوعية والتحسيس بمخاطر اللعبة. وقد سادت، أول أمس الاثنين، حالة من الحزن أدت إلى حالات إغماء في صفوف عدد كبير من التلاميذ بعد تقبلهم خبر انتحار زميلة لهم تبلغ من العمر 14 سنة وهي من النجباء». وتفرض لعبة الحوت الأزرق، وهي تطبيقة تتضمن 50 مرحلة تم منعها في مختلف فضاءات تحميل التطبيقات ويتداولها الأطفال عبر رابط سري في ما بينهم، على الاطفال مشاهدة أفلام رعب في أوقات متأخرة من الليل ما يدخلهم في حالة من الاكتئاب، فضلا عن تهديدهم بإلحاق الضرر بأقاربهم بناء على معلومات وصور يتحصل عليها المشرفون على اللعبة باختراق هواتف الأطفال الذكية، لتفرض عليهم في مراحلها الأخيرة صعود المرتفعات والأسطح والجسور والاماكن العالية، حتى ينعدم الشعور بالخوف لديهم، ويرضخون لأوامر العبة بالانتحار.