يُعد الملاكم التونسي اليهودي فيكتور_بيريز، أو كما يحلو للبعض تسميته ب"يونغ بيريز"، واحداً من أشهر الشخصيات التونسية خلال فترة ثلاثينات القرن الماضي، حيث مرّ هذا الشاب التونسي بحياة مليئة بالنجاح والتفوق في مجال رياضة الملاكمة قبل أن يجد نفسه داخل معسكرات_الموت_النازية خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ولد البطل التونسي "يونغ بيريز" في 18 أكتوبر 1911 بالحي اليهودي بمدينة تونس العاصمة وقد بدأ بممارسة الملاكمة في حدود سن ال14 حيث حقق انتصارات عديدة في قاعات كل من تونس وسوسة وصفاقس. وبفضل هذه الإنجازات أصبح اسم يونغ بيريز خلال تلك الفترة مذكوراً في العديد من الصحف المحلية. في حدود سنة 1930 نجح الملاكم التونسي يونغ_بيريز في الفوز ببطولة فرنسا للملاكمة وزن ذبابة، وجاء ذلك قبل أن ينجح يوم 26 أكتوبر 1931 في الحصول على لقب بطل العالم في الملاكمة وزن ذبابة بعد تغلبه على البطل السابق الأميركي فرانكي خينارو. خلال تلك الفترة نجح البطل التونسي يونغ بيريز في الحصول على البطولة العالمية في الملاكمة وزن ذبابة وهو في عمر ال20 سنة وعلى إثر ذلك أصبح الأخير أصغر بطل عالم في تاريخ الملاكمة (حسب معطيات تلك الفترة). على إثر تتويجه بالبطولة العالمية، عاد "يونغ بيريز" إلى تونس وهنالك استُقبل استقبال الأبطال بشوارع العاصمة تونس حيث رحبّ العديد من أهالي المدينة بعودة البطل الصغير إلى موطنه. على إثر نجاحه سنة 1931، عاش "يونغ بيريز" فترة صعبة حيث لم ينجح البطل التونسي في تحقيق أية إنجازات هامة خلال السنوات التالية وخسر لقبه سنة 1932 لصالح الملاكم البريطاني جاكي براون. لكن "يونغ بيريز" واصل مشواره في مجال الملاكمة وخاض عددا من المقابلات على أراضي ألمانيا النازية ولعل أبرزها تلك التي خاضها ببرلين قبيل فترة وجيزة من اندلاع ما يعرف ب"ليلة البلور" سنة 1938 (وهي أعمال عنف تعرض لها اليهود المقيمون بألمانيا والنمسا). خلال الأشهر الأولى من سنة 1939 واصل الملاكم التونسي "يونغ بيريز" التنقل بين تونسوفرنسا، وعاش علاقة عاطفية مع الممثلة الفرنسية الشهيرة ميراي بالين، لكن مع اندلاع الحرب_العالمية_الثانية اتخذ البطل التونسي قرارا سيئاً حيث فضّل الأخير البقاء في فرنسا تزامناً مع بداية الاجتياح الألماني للأراضي الفرنسية خلال شهر ماي 1940. يوم 21 سبتمبر 1943 ألقت قوات ال"اس. اس" النازية القبض على الملاكم التونسي في نطاق الحملة الألمانية الواسعة على يهود أوروبا (عقب انعقاد مؤتمر "وانسي" وإقرار "الحل النهائي" لمسألة يهود أوروبا) ليتم على إثر ذلك اقتياده نحو مركز الإبادة الجماعية أوشفيتز في بولندا. عقب حلوله بمعسكر "أوشفيتز"، عامل الحرّاس الألمان "يونغ بيريز" كبقية المعتقلين اليهود لكن حال اكتشاف هويته الحقيقية ونشاطه في مجال الملاكمة حصل البطل التونسي على معاملة مميزة حيث أجبِر على خوض مقابلات ملاكمة ضد عدد من الحراس الألمان مقابل حصوله على كمية ضئيلة من الخبز والحساء في حال فوزه. يوم 22 شهر جانفي 1945 وخلال ما يعرف ب"مواكب الموت" (المواكب الجنائزية) أقدم أحد جنود ال"اس. اس" على إعدام الملاكم التونسي رمياً بالرصاص من مسافة قريبة بعد أن قبض عليه متلبسا خلال محاولته تهريب قطعة من الخبز إلى أحد الأسرى الآخرين. فضلاً عن ذلك، تحدثت بعض المصادر أن الجندي الذي أعدم البطل التونسي لم يكن سوى ملاكم ألماني سابق يعمل لصالح فرق ال"اس. اس" كان بيريز قد تغلب عليه خلال مقابلة سابقة. فارق الملاكم التونسي اليهودي "يونغ بيريز" الحياة عن عمر ناهز ال33 سنة. وخلال مسيرته تمكن من تحقيق 92 نصراً كان من ضمنها 28 نصراً عن طريق الضربة القاضية، فضلاً عن حصوله على لقب بطولة العالم في الملاكمة وزن ذبابة وهو في عمر ال20 سنة ليسجل التاريخ اسمه كواحد من أصغر الأبطال سنا في تاريخ الملاكمة.(العربية)