تحت عنوان "عجّلوا بحجب هذا الكابوس عن مدرسة الشّعب" كتبت الكاتب العام المساعد للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي سلوى العباسي تدوينة على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي دعت فيها مختلف الاطراف الى ضرورة التوجه نحو الحوار في كنف الاحترام والمسؤولية بما يمكن من تجاوز أزمة "حجب الأعداد" التي باتت تعيش على وقعها كل البيوت التونسية. كما شددت العباسي على استئناف الحوار حول إصلاح المنظومة،لان أيّ مسؤول حكومي أو وزاري لا يضع نصب عينيه هذه الاعتبارات سوف يدفع في اتجاه ضياع المدرسة وبقاء مشروع إنقاذ التعليم مشروعا مؤجلا إلى ما لا نهاية على حد تعبيرها. وفي ما يلي نص التدوينة: عجّلوا بحجب هذا الكابوس عن مدرسة الشّعب أتذكر عشرات المعلمين والأساتذة الذين درسوني فأخجل من أن أقف يوما ضدّ نضالات الأساتذة. أجد نفسي متفقدة عشرات آخرين لم يدّخروا جهدا في التدريس والتّكوين والتجديد، فأرى نفسي مسؤولة عن مشروع نبيل مشترك لا قيمة فيه لأيّ تنظير أو تفكير دون أجرأة وتطبيق ومصادقة من فرسان الميدان. لا إصلاح دون اعتراف بقيمة المدرّسين على قاعدة التعاقد البيداغوجي والامتلاء بالمعارف والكفايات والتكوين والانخراط المسؤول والاعتراف بمشروعية الكفاح من أجل مدرسة عمومية تقدمية وطنية متطورة قادرة على انتشال أطفال تونس من الفشل والاخفاق والتردي. لا إصلاح والمدرس مفقّر مستنزف الطاقة مهدّد مدجّن مغيّب منفّذ توصيات. لا إصلاح والمدرّس يعمل في سنّ الشيخوخة مهنة شاقّة تتطلب أن ينظر إليها الجميع نظرة موضوعية منصفة ويوفر لها كل سبل أن ترتقي ممارسة وقناعات وتواتج وخبرات لذا لابدّ من حلّ لأزمة حجب الأعداد. لابدّ إذن من استئناف الحوار حول إصلاح المنظومة،وأيّ مسؤول حكومي أو وزاري لا يضع نصب عينيه هذه الاعتبارات سوف يدفع في اتجاه ضياع المدرسة وبقاء مشروع إنقاذ التعليم مشروعا مؤجلا إلى ما لا نهاية. ما الحل إذن؟ - أن تدعى الجامعة العامة للتعليم الثانوي إلى تفاوض غير مشروط، لأنّ فرض شروط مسبقة لا يمكن أن ترضى به أية نقابة، وهذا يتنافى وأبسط آليات العمل النقابي وقد يؤسس لتقاليد غير محمودة تعود بالوبال على جميع النقابيين في المستقبل لا أرضاها لنقابتي ولا أية نقابة أخرى. - يتحاور الطرفان الوزاري والنّقابيّ في كنف الاحترام والحوار والمسؤولية ولي ثقة مطلقة في أنّ الإخوة بالجامعة العامة للتعليم الثانوي لم يقترحوا مبالغ مسبقة وتركوا كل شيء للتفاهم والنقاش ككل النقابات بمراعاة الظرف الحرج الذي تمرّ به البلاد وسيفلحون في إلجام المطلبية المجحفة لبعض قواعدهم التي أعلم كما يعلم الكلّ من أين صدرت ولأيّة أسباب وتحت أية أجندات تذكرني بحملة" 500 د والرخ لا" عجلوا إذن بحجب هذا الكابوس عن مدرستنا وأبنائنا ولننظر إلى الغد المشرق بعين ملؤها الوطن.