افتتحت صباح اليوم الأربعاء، رسميا، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، الدورة الثالثة لأيام الصداقة والشراكة الإفريقية المُوجّهة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية للبلدان الإفريقية جنوب الصحراء والتي تتواصل إلى غاية 13 أفريل 2018. وتمثل هذه التظاهرة التي تعقد بصفة منتظمة منذ سنة 2016، فرصة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية للبلدان الإفريقية للحوار والنقاش حول واقع وآفاق التعاون بين دول القارة في شتى المجالات. وفي كلمته قال كاتب الدولة للشؤون الخارجية، صبري باش طبجي "إن تونس أعدت استراتيجية تهدف إلى إقامة شراكة متميزة مع البلدان الإفريقية في مختلف الميادين"، مبرزا ما تتمتع به تونس من خبرات واسعة في العديد من المجالات وهي مستعدة لوضع تلك الخبرات على ذمة أشقائها الأفارقة في إطار شراكة مربحة. وأضاف أن اللقاء يرمي إلى أن يكون إطارا منتظما للتشاور والتبادل الصريح والبنّاء للآراء والأفكار حول آفاق التعاون بين الدول الإفريقية، معتبرا أن إعادة تموقع تونس في القارة الإفريقية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر جهود دبلوماسية شاملة ومتكاملة من أبرز مظاهرها التشجيع على التبادل الثقافي والإقتصادي. وفي هذا الصدد أوضح كاتب الدولة أن "الفرص والإمكانيات الإقتصادية المتعددة التي توفرها إفريقيا وتنامي المنافسة بين القوى العظمى في العالم من أجل الإستثمار في القارة، كلها عوامل تتطلب وضع استراتيجية للتعاون ولشراكة إقتصادية متينة. ومن جهته اعتبر، فيكتور لوي، سفير الكامرون بتونس، عميد المجموعة الإفريقية للسلك الدبلوماسي أنه "من الأهمية بمكان أن تتّجه تونس نحو جذورها وتستعيد مكانتها صلب النخبة الإفريقية"، ملاحظا أن تونس قررت إرساء تعاون استراتيجي مع المجموعات الإقتصادية الهامة في المنطقة وقد عبّرت بكل وضوح عن تطلعها إلى تطوير علاقاتها الإقتصادية والتجارية في القارة الإفريقية". وأضاف أن الحكومة التونسية قامت بكل ما في وسعها لتنشيط روابط التعاون والشراكة مع أشقائها الأفارقة من خلال فتح مكاتب تجارية جديدة وتنويع قنوات التواصل مع هذه البلدان بتنويع رحلاتها الجوية نحو بلدان القارة. وقد أثار رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية للبلدان الإفريقية جنوب الصحراء في تدخلاتهم خلال اللقاء، عديد المسائل المتعلقة بالتعاون الإقتصادي والتجاري لبلدانهم مع تونس. كما عبروا عن الأمل في أن يتيح هذا اللقاء، تشخيص مجالات جديدة للتعاون والشراكة بين تونس ودول القارة الإفريقية. وكانت وزارة الشؤون الخارجية، ذكرت أمس الثلاثاء، في بلاغ صحفي، أنها شرعت في تنظيم الدورة الثالثة لأيام الصداقة والشراكة الإفريقية المُوجّهة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية للبلدان الإفريقية جنوب الصحراء المعتمدين في تونس، خلال الفترة المتراوحة من 9 إلى 13 أفريل 2018 وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية والإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وحسب البلاغ تهدف هذه التظاهرة إلى "دعم علاقات التعاون والشراكة بين تونس وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار خطة الحكومة منذ سنة 2016 لدعم حضور تونس في القارة الإفريقية واستعادة موقعها ودورها الدبلوماسي والاقتصادي في هذه المنطقة".