أثار تصريح لرئيس إحدى النقابات الأمنية التونسية موجة من الانتقاد والتهكم، وخاصة بعد اتهامه حركة «حماس» الفلسطينية بتشييد نفق بطول 70 كيلومتر يربط بين ليبيا وتونس بهدف تدريب عدد من المتطرفين في تونس، حيث اعتبر عدد من الخبراء والمحللين أن التصريح غير متوازن ويسعى لتشويه صورة حركة المقاومة الفلسطينية، فيما اعتبرت إحدى النقابات الأمنية أنه محاولة لافتعال «الفتنة» في البلاد، في حين شككت وزارة الداخلية بصحة هذه المعلومات. وكان الأمين العام لنقابة الأمن الجمهوري محمد علي الرزقي أكد، خلال جلسة استماع في البرلمان التونسي، اكتشاف نفق طوله 70 كيلومتر بين ليبيا وتونس، مشيرا إلى أن هذا النفق مكن من دخول 33 عنصرا من حركة المقاومة الفلسطينية حماس «دون فيزا» إلى تونس، حيث قاموا بتدريب عناصر متطرفة في منطقة «رأس الجبل» التابعة لولاية بنزرت شمال البلاد، إضافة إلى دخول «عناصر من الموساد و400 جاسوس إلى تونس عام 2011». تصريح الرزقي أثار موجة من الجدل والتهكم في تونس، حيث دوّن المحلل السياسي نور الدين المباركي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «تصريح الرزقي يستدعي الوقوف عنده في مستويين اثنين: أولا، انتظار تأكيد أو توضيح هذا الخبر من جهة رسمية أي وزارة الداخلية، لأن الخبر «استثنائي». ثانيا، في صورة ما تبين أن الخبر صحيح، السؤال الذي يُطرح: ماهي تكلفة انجاز هذا النفق (70 كلم) ومن هي الخبرات الهندسية التي شاركت في إعداده». وأضاف «الخبر لا يكشف علو هذا النفق وطريقة التحرك داخله (فقط الأشخاص، أم الأشخاص والسيارات ... إلخ)، وذلك لمقارنته بتجربة الأنفاق في غزة (للدخول الى الأراضي المصرية). وتعتبر تجربة الأنفاق في غزة من التجارب الهامة، علما أنه حسب تقرير لوكالة رويترز، كان نشر في أغسطس/آب 2014 تحدث «مالك» لأحد الأنفاق وقال إن نفقا طوله 600 متر، تكلف إنجازه 300 ألف دولار. إذا كانت 600 متر تكلف 300 ألف دولار، فكم سيكلف نفق طوله 70 كلم؟ أطرح هذا السؤال وقد تكون المقارنة في غير محلها لأنه إلى حد اللحظة لا توجد تفاصيل عن البناء الهندسي لهذا النفق المكتشف بين تونس وليبيا». فيما اعتبر عدد من النشطاء أن الغاية من هذا الخبر «المسيّس» هو محاولة تشويه صورة حركة حماس، وكتبت سلمى المزغني إحدى المرشحات للانتخابات البلدية بتهكم «أطول نفق في العالم (المانش) يربط بين فرنسا وبريطانيا ويبلغ طوله خمسين كيلومترا واستغرق حفره سبعة عشر عاما!». وأصدرت النقابة العام للحرس الوطني بيانات أكدت فيه أن «ما تم الحديث عليه اليوم أمام لجنة التسفير في مجلس نواب الشعب من طرف مرتزقة باعوا أمنهم ووطنهم لإرضاء أسيادهم ودخلوا الجلباب السياسي من باب صناع الفتن وما تم أعلام اللجنة من أن الحرس الوطني اكتشف خندقا لأكثر من 70 كلم تم حفره بأيادي حماس، وأن مدير قاعة عمليات وزارة الداخلية هو إرهابي، هو في الحقيقة اختراق لمؤسسة الحرس الوطني ووزارة الداخلية، لضرب الخصوم بأي وسيلة كانت وأصبحت المكاتيب السرية منسوخة أمام الملأ. تمت صياغة الفتنة وسوف يكتوي بها من أسسها». فيما فضل وزير الداخلية لطفي براهم عدم التعليق على تصريحات الرزقي، مؤكدا أن وزارة الداخلية تقدم فقط المعطيات الثابتة، وأضاف «نحن مسؤولين أمام الوطن والشعب التونسي وأمام العدالة على أقوالنا لذلك التصريحات الجانية والتخمينات والتصورات لا يمكننا الحديث عنها إلا بوثائق ثابتة». وحاولت «القدس العربي» التواصل مع حركة «حماس» للتعليق على هذه التصريحات، إلا أنها لم تلقَ تجاوبا من الحركة. وكانت الحركة نفت في وقت سابق ما تناقله عدد من وسائل الإعلام التونسية حول «تورط» عناصرها في حفر أنفاق في منطقة الشعانبي القريبة من الحدود الجزائرية لتهريب أسلحة بهدف ضرب استقرار الجزائر، متهمة بعض وسائل الإعلام بمحاولة تشويه صورة الحركة وتسويقها وكأنها «قوّة عابرة للقارات بأسطول جيشها الضارب في كل شبر من الكرة الأرضية!». (القدس العربي)