قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم الأربعاء إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وافقت على التهدئة إذا التزمت بها إسرائيل بعد أعنف جولات القتال منذ حرب 2014. وبعد إطلاق عشرات من الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل يوم الثلاثاء وأثناء الليل وإطلاق إسرائيل نيران مدفعية وشن ضربات جوية على غزة، لم ترد تقارير بوقوع أعمال عنف بعد أكثر من ساعتين من إعلان حماس تهدئة. وتجنب وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس الرد على الأسئلة بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستقبل وقف إطلاق النار ولكنه أوضح أنها لا تسعى للتصعيد إلى حرب. وتابع لراديو إسرائيل "كل شيء يعتمد على حماس. إذا استمرت (في الهجوم) لا أعلم ماذا سيكون مصيرها". وذكرت السلطات في جنوب إسرائيل، حيث انطلقت صافرات الإنذار من الصواريخ أكثر من مرة منذ بدأت الهجمات الفلسطينية صباح الثلاثاء، أن المدارس ستفتح كالمعتاد. وأعلن الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي المسؤولية عن إطلاق الصواريخ وقالا إن ذلك جاء ردا على قتل إسرائيل لعشرات الفلسطينيين منذ 30 مارس معظمهم في احتجاجات على حدود غزة. وسبق أن قالت إسرائيل إنها لن تتهاون مع مثل هذه الهجمات. وقال خليل الحية نائب زعيم حماس في غزة "بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك تدخلت العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية". وكان يشير فيما يبدو لجهود مصرية لإنهاء القتال. وقال في بيان "تم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة (2014) والتزام فصائل المقاومة ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بها". *إدانة وقال الجيش الإسرائيلي إنه بحلول مساء الثلاثاء كانت طائراته قد قصفت 55 منشأة تتبع جماعات مسلحة في غزة بما في ذلك نفق عبر الحدود تحت الإنشاء ردا على الهجمات الفلسطينية. وعادة ما يخلي النشطاء هذه الأهداف المحتملة عندما يستعر العنف مع إسرائيل ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين فلسطينيين. وذكرت إسرائيل أن نحو 70 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت من غزة وأن ثلاثة من جنودها أصيبوا بسبب الشظايا. واعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ عددا من المقذوفات بينما سقطت بعضها في مساحات خالية وأراض زراعية. وانفجر أحدها في ساحة روضة أطفال مما ألحق أضرارا بالجدران وأدى لتناثر الركام والشظايا في ساحة اللعب قبل ساعة من الموعد المقرر لفتح الروضة. وتصاعد العنف في الأسابيع القليلة الماضية على الحدود مع غزة، حيث قتل 116 فلسطينيا بنيران إسرائيلية أثناء مظاهرات حاشدة تحت اسم "مسيرة العودة الكبرى". ووسط انتقادات دولية لاستخدامها القوة الفتاكة ضد المظاهرات الحاشدة التي بدأت في 30 مارس، قالت إسرائيل إن العديد من القتلى من النشطاء وإن الجيش كان يتصدى لهجمات على السياج الحدودي. ويقول الفلسطينيون ومناصروهم إن أغلب المحتجين مدنيون عزل وإن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة ضدهم. ودافع متحدث باسم حماس عن هجمات الثلاثاء باعتبارها "في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية". وقال متحدث باسم الجهاد الإسلامي إن "دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة". ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع الساحلي الضيق. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها تبقي على حصار بري وبحري متذرعة باعتبارات أمنية، الأمر الذي أضر باقتصاد القطاع الذي وصل إلى حالة الانهيار.