تستعيد الوجهة التونسية جاذبيتها خلال هذه الصائفة، حيث تشير المعطيات الأولية إلى أن الموسم السياحي "واعد وهام" مع تسجيل عودة للأسواق التقليدية للوجهة التونسية. وقد سجلت حجوزات السياح الفرنسيين القادمين الى تونس ارتفاعا بأكثر من 200 بالمائة مقارنة بموسم 2017 باعتزام 650 ألف فرنسي قضاء عطلهم الصيفية في تونس"، وفق ما صرح به رئيس النقابة الفرنسية لشركات وكالات الأسفار. وفي هذا السياق، تحدثت "الصباح نيوز" مع رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جابر بن عطوش الذي اعتبر أنّ "موسم 2018" سيشهد انتعاشة كبيرة على مستوى عودة الأسواق السياحية الأوروبية، منها فرنسا وألمانيا وايطاليا اسبانيا، وغيرها من الاسواق التقليدية من ذلك الجزائر (3 ملاين سائح) وروسيا (900 الف سائح) وبريطانيا..، مُرجعا ذلك "لعودة الثقة في تونس تزامنا مع رفع دول القيود عن السياح لزيارة المناطق "الساحلية والتقليدية" في تونس، بعد عودة استقرار المناخ الأمني". وأشار بن عطوش إلى أنّ المهنيين استعدّوا لهذا الموسم السياحي الصيفي عبر المشاركة في المعارض الدولية والتعريف بالوجهة السياحية التونسية، إضافة إلى الحملات الترويجية التي تنظمها وزارة السياحة. وفي نفس السياق، قال بن عطوش انه وان لم يتم بلوغ أرقام سنة 2010 إلا أن الأرقام الأولية تبقى مهمة، مُذكّرا أن 6 ملايين و900 ألف سائح زاروا تونس سنة 2010، مع أمل بلوغ عدد السيا ح خلال هذه الصائفة 8 ملايين، مقابل 7 ملايين سائح السنة الفارطة. ووفق أرقام سابقة كشفتها وزارة السياحة فإنها تستهدف تحقيق إيرادات من قطاع السياحة بقيمة 3.5 مليار دينار هذا العام. اتخاذ اجراءات استثنائية وتساءل جابر بن عطوش هل ان هذا العدد من السياح الذين سيتوافدون على تونس في الموسم السياحي الصيفي يمكن استيعابهم في النزل التونسية وهل هنالك النقل السياحي اللازم والعدد الكافي من أعوان وعملة قطاع السياحة؟، قائلا: " بالامكان أن نكون قادرين على توفير الظروف الملائمة لاستقبال هذا العدد الهام من السياح واستغلال هذا الموسم لإعادة الانتعاشة للقطاع السياحي الذي يعتبر قطاعا استراتيجيا..". واستدرك بن عطوش بالقول: "ولكن لمجابهة كل المشاكل التي يمكن أن تحول دون نجاح الموسم السياحي يجب ان تتخذ الدولة قرارات استثنائية من ذلك تحرير استيراد وسائل النقل السياحي حتى المستعملة منها لفائدة وكالات الاسفار باعتبار أن اسطول النقل السياحي تم فقدان 50 بالمائة منه.. وفي هذا الاطار تم تقديم مقترح لوزراء النقل والتجارة والسياحة.. أما بالنسبة للإطار العامل في القطاع فيجب التفكير في حلول لاعادة العمال الذين تم طردهم إلى مواطن شغلهم وكذلك التفكير في مسألة التأهيل ومراكز التكوين". كما شدّد بن عطوش على ضرورة إيجاد حلول على مستوى النقل الجوي في ما يتعلق بتأخر موعد وصول الرحلات والتي يترتب عنها اضطراب في نقل السياح من المطارات إلى نزل الاقامة أمام تسجيل نقص هام في وسائل النقل السياحي". وعاد بن عطوش ليؤكّد على ضرورة اتخاذ اجراءات استثنائية باعتبار ان الموسم هذه السنة استثنائي ولضمان عودة مساهمة السياحة في ضمان تدفق عائدات هامة من العملة الصعبة التي يحتاجها الاقتصاد الوطني ولعودة التوازنات المالية ولتعديل الدينار التونسي. انجاح الموسم السياحي ومن جهة أخرى، أكّد بن عطوش استعداد وكلاء الاسفار، الذين وصفهم بمهندسي العملية السياحية، لانجاح الموسم السياحي، مُضيفا: "ولكن المشكل الأساسي عدم ايجاد الحلول الممكنة.. وفرضية وقوع اشكالات مطروح بقوة، والحل السريع يتمثل في استيراد الحافلات السياحية لفائدة وكالات الأسفار، بالإضافة إلى مزيد من الحيطة والحذر وعدم استسهال الوضعيات لتجنب الثغرات". وأشار بن عطوش الى تسجيل تخوّف من فرضية عدم ايجاد العدد الكافي من الغرف بالنزل لمجابهة الكم الهائل من الطلبات، مؤكّدا أن "الأسعار ستكون مُرتفعة هذه الصائفة مقارنة بسابقاتها مع تسجيل ارتفاع اسعار مواد الاستهلاك والطاقة وتكلفة اليد العاملة..... وفي سياق آخر، عبّر عن رغبة أهل القطاع في أن تكون وزارة السياحة وزارة سيادة مثلما هو معمول في دول أخرى، حتى تنفذ قراراتها دون أن يتطلب ذلك تشعب وطول مسار القرار لأهمية القطاع ، مُضيفا: "السلط يجب ان تتخذ قرارات استراتيجية وأن تفكر في إحداث مجلس قومي للسياحة لإعداد مخطط كامل ورؤية استشرافية للسياحة ل50 سنة قادمة .. فالسياحة قطاع استراتيجي لكن تم تهميش القطاع على امتداد ال7 سنوات الماضية بالإضافة إلى تعاقب الحكومات التي عطلت تطوير القطاع، وعودة القطاع تتطلب حلول عاجلة وعلى المستوى المتوسط والبعيد". السوق الداخلية أمّا في ما يتعلق بحملات "الحجوزات المُبكّرة" بالنسبة للسوق الداخلية، اشار جابر بن عطوش إلى أن التجاوب بطيء لتزامن انطلاق الحملات مع الامتحانات وشهر رمضان وغياب تقاليد برمجة العطل بصفة مبكرة. كما قال انّه رغم ذلك سُجّل اقبال من قبل المواطنين، مُشيرا إلى الحملات الاشهارية التي تقوم بها وكالات الأسفار عبر مختلف الوسائط لتشجيع التونسيين على القيام بالحجوزات المبكرة. وفي هذا الإطار دعا بن عطوش التونسيين ممن يرغبون في برمجة عطلهم الصيفية إلى التوجه لوكالات الأسفار المُعتمدة من قبل الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والتي يمكن التعرف عليها عبر زيارة موقع "واب" الجامعة حتى لا يجدون انفسهم في مشاكل ومفاجآت هم في غنا عنها ولغلق الباب أمام المُخالفين للقانون. كما أشار بن عطوش إلى وجود وكالات أسفار قانونية ومُرخص لها من قبل وزارة السياحة ولكن ليست منخرطة في جامعة وكالات الأسفار باعتبار ان الانتماء النقابي اختيار. وقال بن عطوش ان هنالك وكالات أسفار "وهمية" أي ليس لها أي صبغة قانونية وتقوم بالترويج لحملات ينساق وراءها البعض، مُحذّرا من مثل هذه الوكالات ومُشدّدا على ضرورة التثبت من مدى التواجد القانوني للوكالة. ودعا بن عطوش كل مواطن تعرض لإشكال مع وكالة أسفار للاتصال بفروع الجامعة للإعلام عن ذلك وحتى يتمكن من استرداد مستحقاته ان ثبت وجود مخالفات، مُضيفا: "وكيل الاسفار المنخرط في الجامعة يعتبر وكيلا معتمدا وتتوفر فيه شروط السلامة" وقال بن عطوش انه سيقع اعتماد معلقة يتم إلصاقها في مقرات وكالات الاسفار المعتمدة وعلى واجهاتها لمزيد إضفاء الثقة والجودة.