بدأت المجهودات التي بذلتها وزارة السياحة التونسية من أجل الحصول على نصيب من الكعكة الروسية تعطي أكلها بعد إعلان أحد أكبر وكالات الأسفار الروسية برمجة الوجهة التونسية ضمن رحلاته على امتداد الأشهر القادمة. فقد استقبلت جزيرة جربة منذ 4 أيام 440 روسيا يمثلون 44 وكالة أسفار على أن تتواصل الرحلات بمعدل وفدين في الأسبوع ويتضاعف النسق تدريجيا مع اقتراب الموسم السياحي وفق الاتفاق الذي أبرمته الوزارة مع متعهدي الرحلات الروسيين . وقال مستشار وزيرة السياحة سيف الشعلالي أن جزيرة جربة ستكون بوابة لعودة السياح مشيرا إلى أن متعهد الرحلات Pegas Touristik أوفد 440 وكيل أسفار للتعاقد مع النزل التونسية والاطلاع على حقيقة الأوضاع الأمنية في البلاد. ولفت الشعلالي في تصريح ل «التونسية» إلى أن استعادة السوق الروسية تعد مؤشرا إيجابيا في ظل الحظر الذي لا تزال تفرضه بعض البلدان الأوروبية . وأفاد أن الوزارة بصدد استكمال الإجراءات الأخيرة لفتح خط جوّي مباشر بين روسيا والجنوب التونسي مؤكدا أن هذا الخط الجوي سيسهّل تدفق السياح من روسيا وغيرها من البلدان التي يشتغل عليها منظمو الرحلات المتعاقد معهم. وقد سعت وزارة السياحة منذ أوت الماضي لإقناع البنك المركزي التونسي بقبول تسديد الخدمات السياحية من السوق الروسية بالروبل، بهدف تنشيط السياحة الوافدة من روسيا غير أن المصرف المركزي لم يعلن بعد عن أي قرار في هذا الاتجاه . من جانبه قال كاتب عام جامعة وكالات الأسفار ظافر لطيف أن حركة السياح في العالم تتغير بنسق سريع نتيجة العمليات الارهابية التي تستهدف العديد من الدول المنافسة لتونس على غرار تركيا مشيرا إلى أن مهني السياحة مطالبون بمضاعفة المجهودات من أجل الاستفادة القصوى من تراجع هذه الأسواق . ويتطلب «الانقضاض» على السوق الروسية في هذا التوقيت بالذات حسب مهنيي القطاع رفع كلّ العقبات الجوية والمالية أمام مُتعهّدي الرحلات الروسيين مُعتبرين أن تحويل جزء من حصة السوق التركية من السياح الروس المقدرة بأكثر من 4 ملايين سائح نحو تونس سيحقق نقلة نوعية في الموسم السياحي الحالي ويخفف من وطأة معاناة القطاع عموما، لافتين إلى أن السوق الروسية مهمة جدا في الحركة السياحية العالمية. وبالرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها الجنوب بسبب تكرر العمليات الارهابية على مدينة بن قردان تخص السلطات الأمنية جزيرة جربة بإجراءات مشددة حفاظا على الاستقرار الأمني بالجزيرة التي مازالت رغم أزمة السياحة وجهة مفضلة للأجانب والسياح المحليين كما تحافظ فنادق الجزيرة على نسبة تشغيل محترمة مقارنة ببقية الولايات الساحلية الأخرى . وتفرض السلطات طوقا أمنيا مشددا على منافذ الجزيرة البرية والبحرية لاستبعاد أية نية لتحويل الإشتباكات المتكررة في الجنوب إلى المناطق السياحية. ويعوّل مهنيو السياحة على الرسالة التي ستحملها «هبة» الروسيين إلى بقية الأسواق السياحية لا سيما السوق الأوروبية حيث لا يزال الأمل قائما بالنسبة لأصحاب الفنادق في تجاوز عثرات العام المنقضي وتفادي خسائر جديدة. وقد استقبلت أوّل أمس وزيرة السياحة سلمى اللومي الرقيق الوفد الروسي في حفل عشاء بأحد النزل بجربة بحضور العديد من المهنيين في القطاع السياحي وممثلين عن الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والجامعة الجهوية للنزل والجامعة الجهوية لوكالات الأسفار اضافة الى العديد من مديري الوحدات السياحية . وقد تحدثت وزيرة السياحة عن زيارة الوفد الروسي لجربة مشيرة الى أن تواجد 440 روسيا في جربة جاؤوا يمثلون 44 وكالة أسفار عن طريق أكبر متعهد أسفار في روسيا مؤكدة على أن قدومهم جاء اثر زيارة سابقة قام بها الى روسيا عدد من المهنيين في القطاع السياحي بتونس اضافة الى تزايد تدعيم ترويج السياحة التونسية في روسيا. وذكرت الوزيرة أنّ برنامج عمل وكالات الأسفار الروسية سينطلق قريبا وتحديدا الأسبوع القادم الذي سيشهد وصول عدد من الرحلات .