أعاد الخلاف القائم بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد ونجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، الجدل حول موضوع التوريث، حيث دعا عدد من المراقبين الرئيس التونسي إلى كبح طموح نجله الساعي للسيطرة على الحزب الحاكم عبر إبعاده خصومه السياسيين، وهو ما قد يؤثر سلباً على استقرار المشهد السياسي في البلاد. وكان الشاهد شنّ هجوماً كبيراً على نجل الرئيس التونسي، حافظ قائد السبسي (المدير التنفيذي لحزب نداء تونس)، حيث اتهمه بتدمير الحزب الحاكم، مشيراً إلى أنه حان الوقت للبدء بإصلاح الحزب ليستعيد ثقة التونسيين وكتب زياد كريشان رئيس تحرير صحيفة «المغرب» اليومية: « من المفارقات العجيبة في البلاد أن هجوم يوسف الشاهد على الابن قد يحرر الأب ويطلق يده لإيقاف مشروع «التوريث الديمقراطي» بصفة نهائية، وذلك لأنها المرة الأولى التي سيضطر فيها رئيس الدولة للحسم في الدور السياسي المتعاظم لنجله وللمجموعة المحيطة به من المنتدبين الجدد من الفريق البديل لنظام بن علي». وأضاف في مقال له في الصحيفة: «مشروع «التوريث الديمقراطي» هو ذلك المشروع الذي بدأ تنفيذه على مراحل من قبل المجموعات الملتفة حول نجل الرئيس منذ سنة 2014 والقاضي بإبعاد الخصوم داخل حزب النداء الواحد تلو الآخر حتى لا يبقى سوى هو. هذا المشروع الذي يتحمل الأب مسؤولية عدم وأده في المهد، قد استقلّ تدريجيا عن إرادة رئيس الدولة وخاصة مع الوافدين الجدد ليصبح مشروعا قائم الذات بحكم الشبكة الزبونية الواسعة التي نسجها النجل بمعية جماعته، وبحكم تفرده المطلق في القرار الحزبي باعتباره صاحب الباتيندة (السجل التجاري) الجديد. ولكن اليوم وبعد هذه الدقائق الإحدى عشرة (خطاب الشاهد) تسارعت عقارب الساعة بما سيفرض نهائيا على الباجي قائد السبسي إما تعميد هذا المشروع أو القضاء عليه بدعمه وتأييده لرئيس الحكومة». وكتبت الباحثة رجاء بن سلامة على صفحتها في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «لا للتّوريث الدّيمقراطيّ، لا لإعادة تجارب الزّبونيّة الأسريّة»: «نطلب من سيادة رئيس الجمهوريّة – الذي نحترمه ونجلّه – أن يُبعد أسرته عن دائرة الحكم، والزّبونيّة، وأن ينأى بنفسه عن مشروع «التّوريث الدّيمقراطيّ» الذي ترفضه نُخب البلاد ويرفضه الشعب فعلا، بل وتقشعرّ منه الأجساد، ولا تقبله إلاّ مجموعة من دائرة نجله ليست لها أدنى مصداقيّة، وليست لها أيّ رأفة بهذا الوطن، وليس لها من همّ إلاّ اقتسام الكعكة. من يشاركني الرأي ينشر، ويفكّر في تحرّك جماعيّ مواطنيّ لإنقاذ البلاد من هذا الانحدار. عندما نجد أنفسنا أمام اللاّمقبول واللامحتمل وأمام تكرار مهازل الماضي، يصبح الصّمت جريمة». وكانت قيادات سابقة تحدثت عن اتصالات بين مؤسسي «نداء تونس» لترميمه وإصلاح ما «أفسده» نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي، واستعادة الشعبية التي كان يتمتع بها الحزب عام 2014.