في سابقة خطيرة تعتبر الأولى من نوعها في المعاهد التونسية، عمدت مجموعة من التلاميذ بمعهد الإمام مسلم بالمنزه السادس إلى القيام بعرض في ساحة المعهد بلباس تنكري ومثير للشبوهات اذ فيه كثيرا من التفسخ وحتى التخنث ولا يليق بالمؤسسة التربوية وليس من عاداتنا. فقد قامت المجموعة برقصة على أنغام "غانغم ستايل" في ظلّ غياب المشرفين على المعهد، هذا ما أكّده لنا عبد اللطيف عبيد وزير التربية في الحكومة المستقيلة في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز". وقال إنّ تلاميذ السنة الرابعة من التعليم الثانوي طلبوا من مديرة المعهد المذكور السماح لهم بالقيام بحفلة في ساحة المعهد في حدود الساعة الرابعة بعد ظهر يوم أمس، فوافقت على ذلك دون أن تستشير المندوب الجهوي للتربية بولاية أريانة ودون أن تبقى مع التلاميذ أو تطلب من أحد المسؤولين في المعهد بمراقبة ومرافقة التلاميذ في هذه الحفلة، مضيفا : "لو بقيت إلى جانبهم لما وقع ذلك.. لقد أعلموني بهذا الأمر اليوم فأمرت بفتح تحقيق في الموضوع لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضدّ كلّ من تسبب أو قام بتصرّف غير مسؤول وسيكون صباح غد الإثنين". كما قال : "لا نوافق على مثل هذه الأفعال وعلى التسيب في مدارسنا ومعاهدنا كما أننا لا نرخص إلاّ للتظاهرات الثقافية والرياضية المنظمة والمؤطرة". صحيح أنّ مثل هذه التصرفات لا يتحملها الوزير مباشرة وإنّما الإطار التربوي الذي من مهامه تأطير التلاميذ ومرافقتهم ومراقبتهم، لكن غياب المسؤولية والاهتمام في ظلّ غياب المراقبة من سلطة الإشراف يفتح المجال أمام التجاوزات التي أصبحت اليوم تجاوزات أخلاقية. فهل ستتواصل مثل هذه المهازل في مؤسساتنا التربوية التي من المفروض أن تقوم على تربية الناشئة لا فسح المجال أمامها إلى الهروب إلى المجهول؟وترى ما يقابل مثل هذه التصرفات في الجهة المقابلة من التطرف اذ اصبحنا نشاهد سلفيين يقتحمون المؤسسات التربوية وينظمون داخلها تظاهرات ويرفعون الأعلام السوداء.