وصف الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المباحثات التي عقدت أمس بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر وأخيه الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة بالبناءة والمثمرة، مشيرا إلى أنها جرت في إطار التواصل والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين الشقيقين. وأوضح عريقات في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن فخامة الرئيس الفلسطيني ثمن عاليا خلال لقائه أمس مع أمير البلاد المفدى مواقف سموه تجاه القضية الفلسطينية ورفض دولة قطر قرار الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فضلا عن إشادته بجهود دولة قطر في إعادة إعمار قطاع غزة عبر السلطة الشرعية والحكومة الفلسطينية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن دولة قطر من أوائل الدول التي تساهم في إعادة إعمار القطاع. ولفت عريقات إلى أن الرئيس الفلسطيني أكد خلال لقائه مع أمير قطر على الاستعداد الدائم لتحقيق المصالحة باعتبارها "المصلحة الفلسطينية العليا" وأن تكون لدى الفلسطينيين "حكومة وفاق وطني" مشكلة بالتعاون بين حركتي "فتح وحماس" وجميع الفصائل الفلسطينية، مع تمكين هذه الحكومة من تحمل مسؤولياتها كاملة وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني، والتوجه بعد ذلك للانتخابات العامة وصناديق الاقتراع. إشادة بالدعم القطري ونوه بأن الرئيس الفلسطيني أشاد أثناء المقابلة بالجهود التي تبذلها دولة قطر بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في دعم القضية الفلسطينية على جميع المستويات وفي مختلف المحافل، وأكد أن قطر بذلت كل جهد ممكن وأنها مستمرة في بذل المزيد لمساعدة الشعب الفلسطيني وبخاصة تحقيق المصالحة الفلسطينية. وقال إن الرئيس الفلسطيني أبلغ الأمير بأن الأولوية القصوى لديه هي تحقيق المصالحة، لأنه بتحقيقها يستطيع الفلسطينيون مواجهة صفقة القرن، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية. نقطة ارتكاز وأضاف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن أمير قطر ابتدر حديثه خلال المقابلة بالتركيز على جملة استراتيجية واحدة، مفادها أن المطلوب الآن، وقبل أي شيء آخر كنقطة ارتكاز، هو تحقيق المصالحة باعتبارها مصلحة فلسطينية عليا والطريق لتثبيت المشروع الوطني بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح أن الشيخ تميم جدد وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، قائلا للرئيس الفلسطيني: نحن معكم.. نحن مع الشرعية الفلسطينية.. نحن مع المشروع الفلسطيني.. نحن لا يمكن أن نقبل بأن تكون القدس بأقصاها وقيمتها إلا عاصمة لدولة فلسطين.. ولا يمكن أن نقبل بأي حل سوى دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.. وسندعمكم بكل ما نملك في هذا الاتجاه، كما شدد سموه كذلك على الوحدة الوطنية الفلسطينية كنقطة استراتيجية ومصلحة وطنية عليا. استمرار التنسيق ووصف الدكتور صائب عريقات اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني و الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالمعمق حيث تم خلاله الاتفاق على العديد من النقاط واستمرار التنسيق لتحقيق ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني. وشدد عريقات على أن الجانب الفلسطيني يعول كثيرا على الدور القطري وأي دور تقوم به أطراف أخرى من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، لكنه قال: إن لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين لا يساعدنا أحد. وذكر أن زيارة الرئيس عباس لدولة قطر تدخل في إطار التنسيق والتعاون المستمر بين القيادتين، مشيرا إلى وجود اتصالات شبه يومية بين قيادتي البلدين الشقيقين. تصعيد إسرائيلي وأوضح الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حديثه ل /قنا/ أن الفلسطينيين يواجهون اليوم ما يسمى بصفقة القرن والتي ترجمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرفيا باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ومن ثم قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/ والعمل على إعادة تركيبتها تمهيدا لإسقاط ملف اللاجئين، علاوة على قرار الحكومة الإسرائيلية، الذي تحول إلى قانون في الكنيست تحت اسم "القومية" باعتبار أن اليهود فقط هم من يملكون حق تقرير المصير في فلسطين، وتحويل قضية غزة من قضية سياسية بامتياز إلى إنسانية، مشددا على أن كل ذلك هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. العدوان المستمر وعلى صعيد ما يحدث في قطاع غزة، أدان عريقات بشدة العدوان المستمر والتصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل على القطاع مع كل محاولة لإحداث تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وفي سياق متصل أشار عريقات إلى أن حركتي فتح وحماس وقعتا اتفاق مصالحة بالدوحة عام 2012 واعتمدها الجانبان ومن ثم قدمت دولة قطر ورقة بهذا الخصوص عام 2015 وتم قبولها أيضا، معربا عن أمله بأن يسهم كل من يستطيع مع الأشقاء في قطر، في دعم هذه المصالحة والعمل على إتمامها. وتابع قائلا: المصالحة التي نتحدث عنها ليست بين دولتين مختلفتين بل بين شعب واحد، فالضفة كالقدس وقطاع غزة، كلها تحت الاحتلال.. والعدوان وجرائم الحرب التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا لا تفرق بين فلسطيني وآخر.وقال إنه عندما تستشهد امرأة فلسطينية حبلى وابنتها فإن ذلك يعد مأساة إنسانية، لافتا إلى أن جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ضد مسيرات العودة البطولية وراح ضحيتها أكثر من 200 شهيد و20 ألف جريح، بإصابات دائمة، بجانب الحصار والإغلاق المفروض على غزة وما تقوم به كذلك في الضفة الغربية من حصار واغتيالات وتهجير سكان الخان الأحمر وتهويد القدس إضافة إلى توسيع وتسريع الاستيطان، كلها تدخل في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية. ونبه عريقات إلى أن قدرة الفلسطينيين على هزيمة وإسقاط هذه المشاريع تعتمد على أمر واحد هو الوحدة الوطنية.