**ديون الإذاعة تجاوزت قيمة رأسمالها 40 مرة ** خطوات تعديل ذاتي لمنع توظيف الإذاعة سياسيا وحزببا ومن قبل التيارات السلفية والمتطرفة دعا الإعلامي والأكاديمي كمال بن يونس ، الذي تولي خطة مدير عام اذاعة الزيتونة منذ عام ونصف ، الي خطة إنقاذ سريعة لمنع انهيار المشروع الاعلامي الوسطي الذي تأسست من أجله الإذاعة قبل 11 عاما من قبل نخبة من العلماء والخبراء التونسيين المعتدلين و المستقلين عن كل الأحزاب والجماعات السلفية المتطرفة مثل الاساتذة كمال عمران و محمد مشفر و عبد الرحمان الحفيان ، وانفتحت علي شخصيات وطنية و كتاب وادباء و خبراء من مختلف الاختصاصات العلمية والاجتماعية والفنية مثل الكتاب والأساتذة جميلة الماجري والشاذلي بن يونس ولطفي بوشناق وفرحات الجعبيري ومحفوظ الباروني ..وثلة من الفقهاء والجامعيين الذين روجوا للفهم المقاصدي والعقلاني للإسلام وعارضوا الفكر السلفي الذي يخلط بين احترام السلف الصالح والمدارس السلفية والتكفيرية المعاصرة . عجز مالي متزايد واعتبر كمال بن يونس ان عوامل كثيرة تبرر اليوم دعوات الاعلاميبن وكل العاملين في اذاعة الزيتونة الي الحاقها بالمرفق العمومي من بينها تراكم ديونها وعجزها المالي منذ ثورة 2011 لتتجاوز 40 ضعفا من قيمة رأسمالها ، و هو ما تسبب في عجز عن تسديد مساهمات الصحفيين والعمال والموظفين في صندوق الضمان الاجتماعي CNSS و شركات التأمين علي المرض فضلا عن الديون الجبائية التي تحوم لوحدها حول مليار مليم. . كما أصبحت موازنة المؤسسة عاجزة عن صيانة التجهيزات والاستوديوهات و التي تجاوز عمر اغلبها 10 أعوام وتحتاج الي مئات ملايين من الدنانير . وأعلن بن بونس ان خطة الإنقاذ المالي والاصلاح الشامل للمؤسسة التي اعدها ، لقيت ترحيبا لدي سلطات الإشراف ومن قبل الجمعية العمومية العادية والجلسة العامة الخارقة للعادة للجمعية العمومية التين عقدتا يوم 20 أوت الماضي ، وسجلتا حسن تسيير المؤسسة ماليا عام 2017 . لكن كل المقترحات والتوصيات ذات الصبغة المالية ، وبينها توفير تسوية معضلات الديون الاجتماعية والجبايية ، اصطدمت بالقوانين والتراتيب التي تمنع سلطات الاشراف من ضخ مزيد من الأموال العمومية في شركة مصادرة سبق للحكومات المتعاقبة منذ الثورة والنقابات والهايكا ان قررت عدم التفويت فيها للقطاع الخاص ، لأسباب دستورية وقانونية وسياسية عديدة من بينها الصبغة الدينية لما لايقل عن ثلثي برامجها . الاستقلالية عن كل الاحزاب والاجندات وكشف مدير عام اذاعة الزيتونة منذ مطلع افريل 2017 ان إدارة المؤسسة بادرت منذ عام ونصف بعدة إصلاحات ادارية ومالية واعلامية مكنتها من تحسين موارد الإذاعة ومواقعها الالكترونية من الإعلانات و التمويل الذاتي ، كما قامت بخطوات تعديل ذاتي بالتنسيق مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين و الاتحاد العام التونسي للشغل و الهايكا وبقية الهيئات الوطنية المستقلة ، من بينها ادخال تغيير علي الهيكلة في جوان ثم في اوت الماضيين ، لتعيين مستقلين عن كل الأطراف الحزبية والسياسية ، علي راس إدارات البرمجة و التحرير والمخرجين والتقنيين . كما وقع انتخاب رئيسة تحرير من بين خريجي معهد الصحافة وعلوم الاخبار بإشراف مكتب النقابة الوطنية للصحفيين ، وأصبحت هيئة التحرير تشرف علي البرمجة وتقوم بدور تعديلي ذاتي ، بما في ذلك استبعاد المنتجين المشتبه في تورطهم في الترويج للتيارات المتطرفة والسلفية المتشددة والمقولات المعادية لحقوق الانسان عموما وحقوق المراة والطفولة خاصة . وفِي هذا السياق مثلا أوقفت الادارة العامة للاذاعة في أوت 2017 التعامل مع إمام خطيب وأستاذ جامعي زيتوني متطرف وصف النساء بكونهن ناقصات عقل ودين وخلقت من ضلع اعوج . كما أوقفت برنامجا اجتماعيا يعده محام دافع مطلع العام الماضي عن مبدأ ضرب النساء والأطفال . وأوقفت الادارة العامة في الصائفة الماضية برنامجا يدعو الي السلفية والتطرف كان يقدمه موظف في الإذاعة ، انتدب منذ 11 عاما ، مستواه التعليمي دون السادسة ابتدائي ، في رصيده مخالفات ادارية بالجملة . تجديد الفكر الاسلامي ونوه كمال بن يونس بالرسالة التي يمكن ان تضطلع بها هذه الاذاعة في مجالات تجديد الفكر الاسلامي وتطوير الخطاب الديني الذي لم يواكب العصر وتعمقت الهوة بينه وبين غالبية الاطفال والشباب و النخب والنساء . وحذر بن يونس من كون تعمق هذه الهوة سيعني مزيد غزو انصار التيارات السلفية المتطرفة من اقصى اليمين واقصى اليسار للفضاءات العامة وبينها المساجد ووسائل الاعلام والمؤسسات التربوية ، وهو ما من شأنه أن يضاعف من خطر الدعاة الى العنف من جهة والى الحلول اليائسة من جهة أخرى وبينها الهجرة غير القانونية والانتحار والادمان على المخدرات .
