أفاد، اليوم الاثنين، المدير العام للسدود بالإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الكبرى بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري فائز مسلم أنّ 6 سدود بولاية نابل استوعبت يوم السبت الماضي على إثر نزول كميات هامة من الأمطار فاقت ال200 ملم في عدد من مناطق الولاية ما يفوق ال30 مليون متر مكعب. وأوضح مسلم في تصريح ل"الصباح نيوز" أنّ 3 سدود من مجموع 6 بولاية نابل "امتلأت" حيث تمت تعبئة وإلى غاية الساعة من كتابة أسطر المقال على النحو التالي: 5 مليون متر مكعب بسد بيزيرك وبحوالي 5 مليون متر مكعب بسد شيبة وأكثر من 5 مليون متر مكعب بسد مصري. وبخصوص السدود ال3 الأخرى، قال فائز مسلم انها مازالت قابلة للاستيعاب، مُشيرا إلى أنّ مخزون هذه السدود اليوم الاثنين يقدّر ب7 مليون متر مكعب من مجموع 23 مليون متر مكعب بسد لبنة، وبأكثر من 7 مليون متر مكعب من مجموع 10 مليون متر مكعب بسد العبيد وب700 الف متر مكعب من مجموع 12 مليون متر مكعب. "تنفيس" السدود؟... وبخصوص ما تمّ تداوله حول "مسألة تنفيس" السدود بولاية نابل ما تسبب في مزيد تعميق الأزمة بالجهة، أكّد فائز مسلم أنّ السدود لا يقع تنفيسها بل هناك عملية تقنية لاستخراج الأوحال من السدود حفاظا عليها، مُوضحا أنّه تمّ استخراج الأوحال من سدي شيبة وبيزيرك في حدود الساعة 4 من مساء يوم السبت الماضي. وفي نفس السياق، قال ان سديْ شيبة وبيزيرك ليس وراءها تجمعات سكنية بل مناطق فلاحية وتصبّ بطبعها مباشرة في البحر. أمّا عن سدّ المصري، فقال فائز مسلم انه امتلأ في حدود الساعة الثامنة من مساء السبت الماضي، أي بعد انتهاء نزول الأمطار، مؤكّدا: "انه لم يتجاوز عن طاقة اتيعابه سوى 4 صم عنوهي كميات بسيطة وتصب في الوادي في اتجاه منطقة بلي من ولاية نابل ولكن لم يكن لها أي تأثير". كما أكّد مسلم انّ السدود استوعبت كميات كبيرة في حدود 20 مليون من مجاري الأودية الفائضة الأمر الذي ساهم في الحدّ من وطأة الفيضانات بالجهة، نافيا بذلك ما تم تداوله حول أنّ السدود هي التي تسببت في الكارثة التي عاشتها ولاية نابل السبت الماضي وخلفت عددا من الضحايا وتسببت في أضرار مادية جسيمة مسّت الممتلكات العامة والخاصة وجعلت الولاية في عزلة عن بقية المناطق خلال مساء السبت. وفي ختام حديثه، أشار إلى أنّ سدود ولاية نابل فارغة تقريبا منذ 4 سنوات. فمن يتحمّل اليوم مسؤولية ما عاشته ولاية نابل مساء السبت الماضي من مأساة بأتم معنى الكلمة بعد نزول الغيث النافع، الذي كان من المفترض أن تكون الاستعدادات على أتمها لهذه الأمطار خاصة وأنه تم الحديث سابقا عن اتخاذ جملة من الاجراءات الاستباقية لمجابهة الأمطار الخريفية ضمن ما يعرف باللجان الجهوية لمجابهة الكوارث. وللتذكير فقد دعت النقابة التونسية للفلاحين "الحكومة في بيان لها يوم 28 أوت الماضي إلى العمل على تفعيل دور لجان مجابهة الكوارث في الجهات وجعلها في حالة إنعقاد دائم وتشريك أهل الخبرة للتوقي من خطر محتمل لفيضانات قوية هذا العام بإعتبار التغيرات المناخية الكبيرة".