وصف النائب والقيادي بالجبهة الشعبية عمار عمروسية، حوار رئيس الجمهورية أمس، بأنه يمثل "نهاية رجل الصدفة". وأضاف عمروسية في حديث ل"الصباح نيوز" أن السبسي كان متوترا خلال هذا الحوار الذي أراده مباشرا لقطع كل التأويلات حول حالته الصحية، وأنه فقد الكثير مما كان معروفا به في حديثه من سلاسة اتصالية. وأكد عمروسية أن حوار أمس، يمثل معنى الهزيمة، وأن ما حدث للباجي هو ما حصل لبورقيبة وما حصل للهارب بن علي، مضيفا أن "عقد أمصار المصالح تفكك". وأردف عمروسية أن الباجي يعتبر مهزوما من ناحية التحكم بالمشهد، فكل خيوط اللعبة السياسية خرجت من يده، ورفض استعمال الفصل الدستوري وهو ما يعني أنه لم يعمل بنصيحته "الأوطان قبل الأحزاب"، بل لأن استعماله غير مضمون فهو "لا يريد المقامرة بمنصبه. وأشار عمروسية أن حوار أمس يدل على تمسكه بابنه، خاصة وأنه أجاب بتوتر على الأسئلة التي تم طرحها حول ابدائه لنصيحة سياسية لابنه. وأكد عمروسية أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي أشار له السبسي لكن بقلة كبيرة وأن هذا يدل أن ما يعنيه هو التموقع أكثر من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب. وأضاف عمروسية أن "ابنه الروحي (الشاهد) غلبه وحركة النهضة نفضته بيديها". وأقر النائب عن الجبهة الشعبية ان هذا الحوار زاد من تعميق حيرة التونسيين. واعتبر عمروسية أن توصيفه للسبسي برجل الصدفة لأنه لم يكن له دور كبير في عهد بورقيبة ولا كذلك في المعارضة عند انضمامه لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي أسسها أحمد المستيري، وأن الصدفة خدمته عندما تم تنصيبه كرئيس حكومة بعد الثورة. وأضاف عمروسية قائلا "شتان بين السبسي وبورقيبة"، مشيرا إلى أن كلمته البارحة "وجهت ضربة موجعة لما تبقى من النداء". وأكد عمروسية أن الابن الروحي للباجي قايد السبسي تحالف مع حركة النهضة، التي ليس لها صديق، وأنه توجد إمكانية أنه سيرحل بعد تمرير إجراءات صندوق النقد الدولي الموجعة للتونسيين في قانون المالية القادم. وأكد عمروسية أن بقاء للشاهد اليوم على رأس الحكومة سيكلف البلاد ثمنا باهظا ، مشيرا في هذا النطاق إلى أنه توجد محاولة جدية للتضييق على الحريات وتدجين المؤسسات الإعلامية، وضرب المكسب الوحيد الذي أتت به الثورة وهو حرية الاعلام والتعبير. واشار عمروسية إلى أن الشاهد هو أكثر رؤساء الحكومات اندفاعا لتمرير إجراءات صندوق النقد الدولي وأنه وضع ذمته على أخطر حركة سياسية على تونس وهي النهضة، مشيرا إلى أنه يستعمل الابتزاز والملفات ليتم تخويف وزرائه وأن معركته القادمة ستكون مع الشعب ومع اتحاد الشغل.