قال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي إن أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري بُعثت لتثمين إبداعات أبناء تونس بالخارج. وأكّد الوزير، في كلمة ألقاها مساء السبت إثر إشرافه، رفقة وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، على تدشين معرض إيذانا بافتتاح التظاهرة، على أن هذه الأيام الثقافية الخاصة بالإبداعات التونسية في المهجر، تترجم احتضان الوطن لشريحة هامة من المواطنين في الخارج، في ظل سياقات جيوسياسية دولية وإقليمية عاصفة، كثُر فيها الجدل حول الهجرة والمهاجرين، خاصة في ظل صعود "حكومات شعبوية وأحزاب يمينية في كبرى دول الإقامة". وبيّن أن هذا الأمر قد أعاد طرح قضايا الانتماء والهوية والإدماج في سياق يسوده التوتر وتنامي النزعات العنصرية وقوى التطرّف، بما يجعل من الفعل الثقافي في طليعة التصدّي لهذه القوى والأفكار من أجل إعادة الاعتبار لحق الاختلاف والتنوع، وضرورة النقاش والتسامح والحرية. وشدّد محمد الطرابلسي على حاجة تونس اليوم لمبدعيها في الخارج، ليكونوا في طليعة قوتها الناعمة، من أجل إسناد فعلها الديبلوماسي وتعبيد الطريق له. وتحدّث عن تحوّل مراكز الشؤون الاجتماعية بالخارج، إلى "مراكز اجتماعية ثقافية" لها وظائف ثقافية ولغوية، فضلا عن وظائفها الاجتماعية المعتادة. ونوّه وزير الشؤون الاجتماعية بالشراكة الفاعلة مع وزارة الشؤون الثقافية التي تمّ توقيعها في 22 ماي 2017، وأسست لبرامج ثرية امتدّ من خلالها الفعل الثقافي إلى مؤسسات العمل والمدن العمالية ومراكز الإنتاج، وصولا إلى الرعاية الثقافية لأبناء تونس في الخارج. واختتم محمد الطرابلسي كلمته بالتأكيد على أن أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري هي دليل على إيمان تونس بأن الثقافة هي قاطرة التحول الاجتماعي والديمقراطي وتوطين قيم الانفتاح والحريات وحقوق الإنسان. (وات)