أقدم عشرات الفلاحين من معتمدية ماجل بلعباس التابعة لولاية القصرين اليوم الإثنين على اشعال العجلات المطاطية وإغلاق الطريق الرئيسية وسط المدينة، وذلك احتجاجا على بطئ التدخلات لفك عزلة كافة مناطق المعتمدية لاسيما الريفية منها، والمطالبة بجبر أضرارهم الفلاحية الجسيمة التي خلفتها الفيضانات وتساقط البرد في أقرب الآجال. كما نفذ عدد من فلاحي منطقة أولاد مرزوق الحدودية بنفس المعتمدية اعتصاما مفتوحا تحت الخيام للمطالبة بالتسريع في تقديم التعويضات المالية لجبر الأضرار التى تكبدها الفلاحون. وبين رئيس إتحاد الفلاحين بماجل بلعباس محسن حاجي في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة أن "الأمطار الطوفانية التي اجتاحت مجمل مناطق معتمدية ماجل بلعباس يوم الإربعاء الماضي خلفت أضرارا جسيمة في القطاع الفلاحي، حيث تم إتلاف حوالي 8 آلاف شجرة زيتون، وحوالي 6200 هكتار من الأشجار المثمرة الفتية، وحوالي 500 هكتار من التين الشوكي الأملس، وردم ما يناهز 100 بئر سطحية"، واكد أن هذه الأضرار "شملت تقريبا جل العمادات منها الجدرة والناظور وأم الاقصاب وأم الخير وصولة، إلى جانب أضرار البنية التحتية من مسالك ريفية وطرقات ومعابر مائية" وفق قوله. ومن جهته، صرح مساعد رئيس بلدية ماجل بلعباس شكري الشعباني أن "الأمطار الغزيرة التي شهدتها مؤخرا معتمدية ماجل بلعباس والتي وصلت إلى 100 مم، أثرت سلبا على البنية التحتية والقطاع الفلاحي وأدت إلى عزل كامل مناطق المعتمدية"، واشار في ذات السياق إلى ان "التدخلات المحلية والجهوية لفك هذه العزلة، لم تكن في الابان وكانت بصفة تجريجية نتيجة نقص المعدات والتجهيزات، مما أدى إلى التدخل في أماكن دون أخرى"، واضاف أن هذه التدخلات "ناهزت حاليا الأربعين بالمائة". اوأكد عدد من الفلاحين المحتجين أن تحركاتهم الاحتجاجية "ستتواصل، وسيتم التصعيد فيها في صورة لم يتم التفاعل مع مطالبهم المستعجلة"، وفق تعبيرهم . وردا على ذلك أكد والي القصرين سمير بوقديدة أن لجنة فنية تابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية تحولت ظهر اليوم إلى معتمدية ماجل بلعباس لمعاينة وتقييم بعض المناطق المتضررة من الأمطار الأخيرة وتساقط البرد واتخاذ الإجراءات الضرورية، واشار في ذات السياق الى أن "التقرير النهائي لحجم الأضرار بهذه المعتمدية قد قامت بها 6 فرق من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين". وحسب هذا التقرير الخاص بمعتمدية ماجل بلعباس والصادر اليوم عن دائرة الإعلام والندوات بمقر الولاية الذي تلقت مراسلة (وات) بالجهة نسخة منه، فان "الأمطار الأخيرة أسفرت عن جرف وإتلاف هكتار من الأشجار المثمرة، وحوالي 100 هكتار من الخضروات، وحوالي 2500 هكتار من الحبوب والأعلاف، وحوالي 1500 هكتار من معدات الرّي قطرة قطرة، وحوالي 500 خلية نحل، وقد قدر حجم التعويضات المقدمة من طرف اللجنة الجهوية لتقييم الأضراربالقصرين ب10 مليون دينار". كما تسببت هذه الأمطار، وفق ذات التقرير "في تضرر 100 بئر سطحية ومواجل محاذية لوادي الكبير، وقدرت تكاليف إعادة بنائها وتجهيزها ب2 مليون دينار، إلى جانب تضرر الطوابي والسواتر الترابية بكافة العمادات وفيضان مياهها مما تسبب في عرقلة عملية التنقل، وقد قدرت أشغال تعهدها وصيانتها والمحافظة على المياه والتربة بكلفة تبلغ 10 مليون دينار، فضلا عن تضرر المسالك الفلاحية بمنطقة فيض مبارك على طول 11 كلم، وتضرر المسلك الفلاحي الناصرية على طول 3 كلم، وقد قدرت قيمة التعويض لصيانة وتعبيد هذه المسالك ب1 مليون و300 ألف دينار". كما أورد ذات التقرير أن "الأمطار الطوفانية الأخيرة بماجل بلعباس تسببت في تضرر المناطق السقوية العمومية بوكف 1 والسواني أم الاقصاب والعوايدية والافراش والمناطق السقوية الخاصة الكشاكرية والنجاح والفكة بسبب فيضان وادي الحبشية ووادي القصب ووادي نويرة، وقد تم تقدير تكلفة صيانة المسالك الفلاحية الموجودة على طول حوالي 70 كلم، وإحداث سواتر ترابية والسنابل الحجرية ب7 مليون دينار، أما أشغال المحافظة على المياه والتربة فقد قدرت ب500 الف دينار، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالأراضي الفلاحية المحاذية للأودية ومنطقة الوساعية وعش الزيتون وفكة أولاد شعبان وتهديد فيضان وادي الماجل لمدينة ماجل بلعباس والاضرار الناتجة عن حجر البرد والتي قدرت قيمة التعويضات المقترحة لجبرها ب24 مليون دينار".(وات)
