نجح ليلة أمس الترجي الرياضي التونسي في تشريف كرة القدم التونسية بتتويجه بطلا لرابطة الأبطال الإفريقية عن جدارة واستحقاق وذلك بتغلبه في النهائي على الأهلي المصري بثلاثية نظيفة عوضت هزيمته في الاسكندرية بثلاثة أهداف لهدف. "الصباح نيوز" اتصلت بإمبراطور كرة القدم التونسية طارق ذياب ورصدت انطباعاته حول تتويج الترجي ومستقبل الفريق في الحوار التالي: - تتويج مستحق ل"المكشخة" أليس كذلك ؟ بداية دعني أبارك للعائلة الترجية الموسعة على هذا التتويج الكبير والمستحق والذي جاء بعد مسيرة صعبة ومتقلبة وثمرة لمجهودات كبيرة وعمل مضن من كل الأطراف، حيث لم يتوقع أكثر المتفائلين وصول فريق باب سويقة إلى النهائي والفوز على الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة ورفع لقب رابطة الأبطال ولكن العمل الجاد والذي انطلق مع خالد بن يحيى وتواصل مع معين الشعباني والروح الكبيرة للاعبين الذين انتقدناه كثيرا مكنتنا اليوم من التربع على عرش القارة السمراء. - برأيك ماهي العوامل التي رجحت كفة ممثل كرة القدم التونسية في نهائي الأمس؟ أعتقد أن الجميع متفق على أن الترجي كان أفضل من الأهلي على جميع المستويات في مباراة الأمس،حيث كان الأفضل من الناحية البدنية والروح القتالية والهدوء والتوازن والفاعلية وهذا يعود أساسا إلى التحضير الجيد للمباراة من قبل الإطار الفني الذي عرف كيف يوظف الظروف الصعبة التي عاشها الفريق في الاسكندرية وحولها إلى طاقة إيجابية لدى اللاعبين مكنتهم من الفوز على أفضل الفرق الإفريقية من حيث التتويجات. كما أن التعامل الرصين للمدرب معين الشعباني مع المباراة وتغييراته الموفقة سهلت تتويج الترجي دون أن ننسى الدور الكبير للجماهير التي قدمت البارحة درسا جديدا في التشجيع النظيف وفي احترام المنافس الذي يبقى كبيرا رغم هزيمة الأمس. - على ذكر الشعباني، كيف تقيّم مسيرته مع الفريق وقرار حمدي المدّب منحه مسؤولية قيادة الفريق في ظرف صعب؟ أنا شخصيا أثق كثيرا في إمكانيات معين الشعباني تماما كما هو الحال بالنسبة لحمدي المدب الذي لم يغامر ولم يخاطر عندما منحه مسؤولية قيادة الفريق لأنه ابن الترجي ويعرف كواليس النادي جيدا كما أن علاقته الجيدة باللاعبين وبالمحيط العام للنادي سهلت نجاحه وتتويجه باللقب القاري. أتذكر أنني قمت بزيارة حجرات ملابس الترجي رفقة حمدي المدب في احدى المباريات التي كان فيها فوزي البنزرتي مدربا للفريق والشعباني مساعد له، وقلت وقتها للمدب بأن الشعباني سيكون مدرب المستقبل ل"المكشخة" وطلبت من البنزرتي أن يعتني به والحمد لله أن الشعباني لم يخيّب ظني وظن المدب الذي اختار الوقت المناسب لتعيينه على رأس الفريق. أعتقد أن الترجي قد وجد المدرب المناسب للمستقبل والذي تتوفر فيه كل مواصفات المدرب الناجح حيث يتميز بالتصريحات المتزنة وغير المتشنجة كما أن تعامله مع المباريات متميز حيث يعيشها بصفة المدرب لا بصفة المحب كما يفعل بعض المدربين وهو ما يمكنه من إجراء التغييرات الفعالة التي غيرت وجه الفريق وجعلته يحسم لقب رابطة الأبطال باقتدار. أعتقد أنه حان الوقت الان لغلق ملف المدرب والتركيز على الجوانب التي ستمكن فريقنا من مواصلة سيطرته الإفريقية. - التتويج القاري سيمنح الترجي فرصة تمثيل إفريقيا في مونديال الأندية، فكيف ترى حظوظ الفريق في هذه المسابقة؟ المشاركة في مونديال العالم الذي ستحتضنه الإمارات في ديسمبر القادم يبقى حدثا عالميا هاما وفرصة كبيرة للفريق وللاعبين لإبراز قيمتهم وتقديم صورة جميلة وناصعة على كرة القدم التونسية والإفريقية،وكل ما أرجوه هو أن يقدم فريقنا مستوى مشرفا في هذه المسابقة وأن يواصل اسعاد جماهيره في موسم المائوية. - " كابتن" طارق تحدثت عن سيطرة مستقبلية للترجي عن الكرة الإفريقية، فماذا ينقص الفريق لتحقيق ذلك؟ الجميع يعلم أن الترجي الرياضي التونسي فرط في الموسمين الماضيين في التتويج الإفريقي الذي كان في متناوله وذلك قياسا بالرصيد البشري الذي يمتلكه والذي يعد الأفضل افريقيا خاصة في الجانب الهجومي وعليه فإن الواقع يفرض استغلال هذا العامل لكسب مزيد من التتويجات ورفع رصيد النادي من الالقاب الإفريقية، وفريقنا قادر على هذا إذا تم تعزيز الرصيد البشري بانتدابات من الحجم الثقيل في الميركاتو القادم ، حيث يبقى الفريق في حاجة إلى ظهير أيمن إضافي إلى جانب الدربالي وإلى مدافع قوي وإلى صانع ألعاب إلى جانب سعد بقير الذي لمع البارحة بشكل كبير وأرجو أن تكون قمة الأمس محطة انطلاقة جديدة لهذا اللاعب الذي أثق كثيرا في إمكانياته وفنياته الكبيرة كما يستحسن انتداب مهاجم جديد وبالتالي تكوين مجموعة من 18 أو 19 لاعبا تكون المنافسة قوية فيها وهو ما سيطور الأداء العام للفريق ويجعله قادرا على بسط سيطرته على الكرة الإفريقية في المستقبل. - ..وإلى أن نلتقي ماذا يمكن أن تقول؟ في النهاية أجدّد تهانيا القلبية لكل العائلة الترجية وعلى رأسها حمدي المدّب الذي فعل كل شيء من أجل أن يضع الترجي في القمة بما يقتضيه ذلك من تضحيات مالية كبيرة وهامة، ولكن يجب علينا أن نعود سريعا إلى العمل وأن نسعى لأن لا تكون تتويجاتنا وألقابنا القارية ظرفية.