حَطّت طائرة الترجي مساء أمس في مطار "برج العرب" وانطلق الشعباني في وضع اللّمسات الأخيرة قبل المواجهة القَوية أمام الأهلي في إطار ذهاب الدّور النهائي لرابطة الأبطال التي تأمل الجماهير الصّفراء والحمراء أن تدخل خزائن الجمعية تَزامنا مع الاحتفالات بالمائوية. بَعثة الفريق إلى مصر قادها حمدي المدب بمرافقة ثلة من المسؤولين فضلا عن رئيس جَمعية قدماء اللاعبين عبد الكريم بوشوشة على أن تَجتمع مختلف مكونات العائلة الترجية في مباراة 9 نوفمبر في رادس والتي من المفروض أن تستمرّ فيها الافراح حتى الصباح احتفاءً بالزعامة الافريقية التي لم يعرف لها النادي طَريقا منذ نوفمبر 2011. الجمهور يصنع الحدث مرّة أخرى يصنع جمهور الترجي الحدث بعد أن تحوّلت فئة من الأحباء إلى مصر نُصرة للجمعية في هذا الصّراع القاري الكبير. وقد بدأت احتفالات "المكشخين" على مَتن الطائرات لِتَتواصل في الأراضي المصرية. كما أشعلت الجماهير الصفراء والحمراء الأجواء من خلال الأهازيج المعروفة وقد تفاعل الأشقاء مع هذا الحضور المُميّز لأنصار الفريق التونسي الذين ردّدوا بصوت واحد الأغنية الترجية المكتوبة باللّهجة المصرية والتي يقول مَطلعها: "الترجي وبس...". الطّريف أن مُشجّعي الترجي كسبوا "أنصارا كثرا" في مصر بما أن بعض أحباء الزمالك احتفوا بالجماهير التونسية في نِطاق "التَنبير" على الأهلي بوصفه الشقيق اللّدود والغريم الأزلي ل "الزمالكاوية" وهذه الظّاهرة عَالمية وموجودة في جلّ البلدان. قرار ذكي أثناء لقاء "غرّة أوت" راهن الشعباني على خدمات الجريدي هذا قبل أن يضع ثقته في البديل بن شريفية لحراسة الشباك الترجية أمام "الهمهاما". وقد جاء هذا القرار ليخلط الأوراق ويفتح باب الاجتهادات بشأن هُوية الحارس الذي سيظهر في مواجهة الغد في "برج العرب". الثَابت أن ما قام به الشّعباني كان مُتَعمّدا والهدف منه اشعال المنافسة بين اللاعبين وهو ما سيعود بالنفع على الجمعية بما أن رامي ومعز سَيبذلان مجهودات اضافية في التمارين لاقتناعهما بأن المقعد في التشكيلة غير مضمون. ومن المنتظر أن يترك الشعباني الصّراع مفتوحا بين الحارسين حتى اللّحظات الأخيرة من التحضيرات التي تَسبق مباراة الأهلي. لا خوف على بقير وبن محمّد تُؤكد المعلومات القادمة من مُحيط الفريق أن كلّ اللاعبين على أتمّ الجاهزية لخوض لقاء الغد بما في ذلك أيمن بن محمّد وسعد بقير. وكان الثنائي المذكور قد تدرّب ليلة أمس الأوّل على انفراد لشعورهما ببعض الأوجاع. وفي هذا السّياق تفيد مَصادرنا أنّ اللاعبين سيكونان تحت تصرّف مدرّبهما ليراهن على خَدماتهما في التشكيلة الأساسية ضدّ الأهلي هذا طَبعا ما لم يسقط هذا الثنائي من الحِسابات التكتيكية للشعباني. والحديث أساسا عن بقير الذي قد يجلس ضمن البدلاء في ظل حاجة النادي على عناصر بمواصفات مُعيّنة في وسط الميدان حيث ستدور "المَعركة" الأسخن والأصعب. خِطاب «كارتيرون» طَالب المدرب الفرنسي للأهلي ب"نِسيان التاريخ" في المواجهة المُرتقبة ضدّ الترجي ويَعتبر "باتريس كارتيون" أن الأرقام لا وزن رغم أنّها تُرجّح كفّة الفريق المصري على حساب سفير الكرة التونسية. وقال "كارتيرون" الذي سبق له أن تزعّم القارة الافريقية مع "مَازمبي" إنه يَحترم كثيرا منافسه وأضاف بأن النادي القاهري يلعب من أجل التتويجات لا بلوغ النهائيات في إشارة واضحة إلى أن الاخفاق في احراز اللّقب يَعني أنه فشل في أداء مَهمّته. ونبقى مع كواليس الأهلي لنشير إلى أن الفريق أعلن جاهزية حارسه محمّد الشناوي في الوقت الذي يخضع فيه أحمد فتحي وهشام محمّد للرقابة الطبية بعد أن اشتكى هذا الثنائي من بعض الأوجاع ولو أن هذه الأخبار تظلّ مَحلّ تحفظ وشكّ بما أنها قد تندرج في نطاق "الأكاذيب والألاعيب" المُعتادة في مثل هذا المواجهات الكروية الثَقيلة. ومن المعلوم أن مدرب الأهلي كان قد استبعد ناصر ماهر ومؤمن زكريا كما يخسر الفريق القاهري مجهودات علي معلول ومحمّد نجيب والنيجيري "جونيور أجايي" لدواع صحية.