أنهت الشرطة التركية، مساء الإثنين، تفتيش فيلّتين بقرية صامانلي السياحية بولاية يالوا شمال غربي البلاد، في إطار التحقيقات بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول، فإن الفيلتين تعود ملكيتهما لرجلي أعمال سعوديين. وجرى التفتيش من قبل الفرق المختصة بمشاركة كلاب مدربة وطائرة بدون طيار (درون)، وسط تدابير أمنية واسعة النطاق. وفي هذا السياق، كثفت الفرق عمليات الفحص والتدقيق في بئر بحديقة الفيلا الأولى وشمل ذلك سحب مياه منها. ولوحظ في أحد جدران الفيلا صورة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان. كما طال التفتيش فيلا أخرى متاخمة، وذلك عقب اكتشاف المحققين الأتراك في وقت سابق وجود اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم ال 15 الذي قدموا للقنصلية يوم مقتل خاشقجي، وصاحب إحدى المنزلين، وهو ما فسر على أنه «المتعاون المحلي» الذي تحدثت عنه السلطات السعودية عن تسليمه الجثة. وأكدت النيابة العامة التركية، الإثنين، أنّ الاتصال الذي تم رصده بين أحد المشتبه بهم وصاحب الفيلا السعودي تمحور حول التخلص من جثة المغدور. وأوضحت في بيان أنّ شخصا يدعى منصور عثمان أبو حسين تواصل مع صاحب الفيلا المدعو محمد أحمد الفوزان، في 1 أكتوبر الماضي، أي قبل يوم من مقتل خاشقجي. ولفت البيان إلى أن الاتصال بين الجانبين تمحور حول «التخلص أو إخفاء» جثة خاشقجي بعد تقطيعها. ويعتبر بيان النيابة العامة التركية الذي صدر، الاثنين، والذي يؤكد لأول مرة امتلاك الأمن التركي تسجيلات صوتية لاتصال أجراه فريق الاغتيال السعودي في تركيا الأخطر على السعودية منذ بدء أزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وفي وقت سابق الاثنين كشفت النيابة العامة التركية عن امتلاكها فحوى اتصال هاتفي جرى بين شخصين سعوديين قد يقود لحل لغز مصير جثمان الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول بداية الشهر الماضي. ويعتبر إعلان تركيا امتلاكها تسجيلا صوتيا لاتصال جرى بين أعضاء فريق الاغتيال السعودي، بمثابة إعلان رسمي -غير مباشر – بأنها تمتلك تسجيلات صوتية لجميع الاتصالات الهاتفية التي أجراها الفريق السعودي من داخل الأراضي التركية. وإلى جانب التسجيل الذي كشف محاولات التخلص من الجثمان، يمكن استنتاج أن تركيا تمتلك تسجيلات أخرى قد تقود إلى أشخاص كثر آخرين كانوا على صلة بالعملية. وما تخشاه السعودية بشكل أكبر هو أن يكون من بين هذه الاتصالات ما جرى بين الفريق الذي كان متواجدا في تركيا وبين المسؤولين عن العملية في السعودية وهو ما قد يحمل في طياته اتصالات جرت على المستوى السياسي الذي أعطى الأوامر بتنفيذ ومتابعة هذه العملية. إلى جانب ذلك، يعتبر هذا الاتصال بمثابة نسف نهائي لرواية السعودية التي تحاول التأكيد على أن هدف العملية لم يكن القتل بشكل مباشر، ويثبت أن الفريق السعودي جاء إلى تركيا بخطة قطعية لقتل خاشقجي والتخلص من جثمانه. بالإضافة إلى ذلك، ينسف الاتصال رواية السعودية المتضاربة بشأن وجود «متعاون محلي تركي» ساعد في التخلص من جثمان خاشقجي، ويؤكد أن المتعاون هو مواطن سعودي وكانت القيادة السعودية لا سيما النيابة العامة تعلم به طوال الفترة الماضية. ويتوقع أن يؤدي الإعلان التركي الجديد إلى إحراج السعودية أكثر عبر تفنيد روايتها ويدفعها نحو اعتراف جديد متوقع يتماشى مع الاثباتات التركية الأخيرة، وهو ما سيكون حاضرا بقوة على الأغلب في لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين في الارجنتين نهاية الشهر الجاري، وهو اللقاء الذي لم يتأكد بشكل نهائي انعقاده حتى الان. ويوم الإثنين، طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، المدعي العام السعودي بتقديم معلومات حول قضية مقتل خاشقجي، طالما أن المعتقلين بالخصوص في يد السلطات السعودية، مشيرا إلى أن التحقيقات التركية «متواصلة بكثافة». ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده «ستتعاون بشكل كامل في حال فتح تحقيق دولي في قضية خاشقجي»، مضيفا في هذا الشأن: «على المدعي العام السعودي تقديم معلومات حول القضية، لأن المعتقلين في يد سلطات الرياض». وفي السياق، أنهت وكالة «ف.م.ب أويروكوم» الألمانية للاتصالات والعلاقات العامة استشاراتها للقيادة السعودية كرد فعل على مقتل الصحافي السعودي الناقد للمملكة جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول. وقال رئيس الوكالة ميشائيل إناكر في مقابلة مع بوابة «ميديا» الألمانية الإلكترونية أمس الإثنين: «عقب هذه الجريمة المفزعة يتعين علينا اليوم أن نوضح أن الرأي العام الألماني لم يعد يرى لنا دورا كوسيط أو فرصا لدعم قوى الإصلاح، وبالتالي لا يمكننا الاضطلاع بهذا الدور، وعلى خلفية ذلك ننهي تكليفنا»