قال راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة في حوار مع قناة حنبعل انّ الحركة ترفض رفضا قاطعا شطب التعيينات الاخيرة في المؤسسات العمومية واضاف الغنوشي انّ الحركة قد تراجع هذه التعيينات لكنها لن تشطبها جميعا مشيرا الى انّه لا دخل له في التعيينات وانّه ليس صاحب الدولة وانّ له الحق فقط في التعيين داخل حزبه لانّ الدولة لها رئيس حكومة هو المسؤول الاول والاخير على ذلك اما عن دور المعارضة فقد اكّد انّه لا لوم على المعارضة ان تنتقد لانّ هذا هو دورها وان تعارض وتبرز السلبيات هو المطلوب منها لانّ الحكم سيستفيد من ذلك ولكن عليها ايضا ان تبرز الايجابيات ايضا وان ترسم البلاد وكانها صحراء قاحلة واشار الغنوشي انّ حركة النهضة هي في الاصل حركة دعوة وأبناؤها نشؤوا فيها ولكن عند الوصول الى السلطة ابتعدوا عن الدعوة ودخلوا الى الحياة السياسية وقال "نحن اليوم بصدد توزيع الاختصاصات داخل الحركة وسيكون هناك اعضاء مختصين في الجانب الدعوي وفعل الخير والخطابة واعضاء متخصصين في السياسة" وعن تصريحات بعض نواب حركة النهضة قال الغنوشي انّ ابو يعرب المرزوقي فيلسوف معروف والتحق بالنهضة في قوائم الكتلة البرلمان اما سمير ديلو وعبد الفتاح مورو فهما من ابناء النهضة وهما يخطئان ويصيبان وقال الغنوشي ان من رمى الحجارة على سيارته في تالة هم مجموعة من الشباب الطائش الذي تم تاجيره من قبل بعض السياسيين ولكنهم لا يمثلون اهالي تالة وعن تراجع شعبية النهضة فقد اكّد رئيس حركة النهضة انّ شعبية الحركة تزيد يوما وتنقص يوما ولكنها ثابتة في المجتمع، مشيرا الى انّه ليس من افشل مشروع الجبالي بل مؤسسات الحركة وانّ جميع قرارات تصدرها المؤسسات وانّ الأمين العام للنهضة عندما قدّم مقترحا لم يستشر فيه احد والمؤسسات رفضت ذلك وتصرّف الجبالي كما تصرّف السياسي الحديث وقدّم استقالته وقد كان من اول من رشّح علي العريض وكل رهانات المعارضين الذين ارادوا ان يشقوا حركة النهضة بحمادي الجبالي فشلت اما عن تنحية صهره رفيق عبد السلام اكّد الغنوشي انّ عبد السلام رجل كفء ونظيف والسلطة ليست دائمة لأحد والتغيير لم يشمل عبد السلام فقط بل شمل غيره في إطار تحييد وزارات السيادة والمؤسسات التي تقرر والقرار يطبق على الجميع وعبّر الغنوشي عن استيائه من استعمال كلمة محاصصة حزبية وكانّها جرم مشيرا الى انّ المحاصصة مصطلح سياسي سليم وطبيعة الحكم الائتلافي تنبني على المحاصصة الحزبية كما طالب بالكف عن استعمالها وكانّها عيب وقال انّهم مستبشرون بوزير الداخلية الجديد لما عرف عليه من تنظيم وحزم وعزم على ان يطور عمل سالفه في اكثر من صعيد حتى تنتهي قضية قطع الطرقات وتعطيل المصالح، وعن كتابة الدستور قال الغنوشي انّ الدساتير تطبخ على نار هادئة ولا تكتب بعجالة وعن قضية اغتيال شكري بلعيد اكّد انّ ما حل بتونس كارثة ولكن يجب ان يمسك البعض أعصابهم وخاصة من اتّهم حركة النهضة باغتيال بلعيد ومن قال انّ رئيسها امر مباشرة بقتله وتساءل الغنوشي "ماذا سنفعل بهؤلاء انزيد مصيبتهم مصيبة ونقدّمهم الى القضاء؟" وقال انّ هناك من قام باستغلال دم بلعيد ك"بزنس" للوصول للسلطة وارادوا ان يعملوا من اجل ان ياخذ الحزب الاقلي السلطة لا بانتخابات بل بالمتاجرة بدم بلعيد وانّهم لم يقبلوا أي سيناريو آخر ما عدى سيناريو القائل بان النهضة هي القاتلة وان وزارة الداخلية تسلّمت القاتل من الجزائر وقتلته للتستر على الجهة التي اغتالت واضاف الغنوشي انّه ضد تدويل قضية بلعيد مشيرا الى انّ المجرمين هم من قتلوا بلعيد والداخلية قالت انّها اجرت التشخيص لعملية القتل وحدّدت القاتل وهو كمال القضقاضي وانّ من اعتدى على بلعيد قادر على اعتداء على غيره فلماذا لا يرضون بهذا السيناريو؟ اما عن قانون تحصين الثورة فقد اكّد انّ القانون مازال مطروحا على المجلس الوطني التاسيسي اما متى سيبرمج فهذا من مشمولات المجلس، مؤكّدا انّه كان من الافضل تفعيل قانون العدالة الانتقالية من الاول وبسرعة ليعرف الشعب التونسي من اجرم في حقه ومن ثم يتنقل الى المصالحة، مشيرا الى انّ سمير ديلو كان عليه ان يختصر الوقت لانّ كل تأجيل هو عبارة على ترك الجروح تتقيح ولانّ نشاط رجال الاعمال معطّل وممنوعين من السفر مؤكّدا انه لو انطلقت العدالة الانتقالية لما احتاجوا الى تحصين ثورة كما تحدّث الغنوشي انّ صراع بين النهضة ونداء تونس هو صراع مشروع ما دام بلا عنف وان الصراع السياسي يجب ان يحكم بالعقل والا لانتقل الصراع الى حرب حقيقية وسالت الدماء مؤكّدا انّ المصالحة لن تأتي الا بالمحاسبة