يعيش المعبر الحدودي ذهيبة وازن على وقع حركية هامة بفعل الاشغال الجارية التي ستشمل توسعة المعبر وانشاء احداثات جديدة ستمنح هذه النقطة الحدودية مع القطر الليبي اهمية مضاعفة باعتبار ما ستقدمه تلك الاحداثات من خدمات متنوعة سيكون هدفها الاساسي الحد من ظاهرة التهريب، وتقنين التجارة البينية، علاوة على إضفاء الجودة المطلوبة على الخدمات المسداة للمسافرين من الجانبين التونسي و الليبي. وبلغ تقدم الاشغال التي كانت قد انطلقت في شهر افريل 2018 نسبة 80 بالمائة، وينتظر أن تستكمل خلال الثلاثية الاولى من سنة 2019، وتشمل هذه الاشغال توسعة المعبر الذي سيضم 10 اروقة دخول و مثلها لمغادرة التراب التونسي، ومقر جديد لادارة المعبر الحدودي يحتوي على عدد من المكاتب و الخلايا الديوانية، وعلى مستودع للمحجوزات، ومطعم، و قاعة صلاة، و مبيت للاعوان، وقاعة رياضة، و ملعب، بكلفة جملية قدرها حوالي 16 مليون دينار، على مساحة تناهز 16 هكتارا. وافاد راشد الحداد معتمد ذهيبة في تصريح ل"وات" ان هذه المنطقة الحدودية التي تمسح 3886 كلم مربع و يقطنها 4295 ساكن تحظى باهتمام كل الاطراف المتدخلة التي تسعى إلى وضع استراتيجية متكاملة تجعل منها مدينة يطيب العيش فيها، وجالبة للاستثمار. وقال، في هذا الصدد، إن الدراسات التي قامت بها مؤسسة هولاندية مختصة في المجال خلصت الى ضرورة التركيز في الجانب التنموي على محورين أساسيين اولهما الفلاحة و وثانيهما التجارة البينية، خصوصا وأن هذه التجارة قديمة إذ نشات منذ عهد الاستعمار، وهي تساهم في خلق عدد هام من مواطن الشغل، لاسيما في ظل النسب المرتفعة للانقطاع المدرسي. وتابع معتمد الجهة قائلا: "ذهيبة تمتعت بتمويلات ناهزت 60 مليون دينار منذ سنة 2015 وقع تخصيصها لمد الطرقات من ذلك حوالي 50 كلم من الطرقات الريفية، وتدخلات متنوعة شملت المجال الفلاحي، كما تم إيلاء اهتمام خاص للتجارة البينية من خلال تهيئة المعبر الحدودي، و توجيه شباب المنطقة نحو نشاط تجاري منظم في اطار الشفافية، عبر دفعهم إلى المرور حصريا عبر المسالك القانونية، و القيام باستخلاص المعاليم و الاداءات الديوانية، حتى نقيهم من آفة التهريب بما تحتويه من مخاطر جمة". وأفاد المسؤول الجهوي ان المرحلة التي ستلي تهيئة معبر ذهيبة وازن ستكون إنشاء السوق المغاربي في المنطقة الفاصلة بين الجانبين التونسي و الليبي على مساحة 3 هكتارات وبكلفة تناهز 950 الف دينار" لتكون منطقة للتبادل الحر ". واشار الحداد إلى ان "الايام القادمة ستشهد اتفاقا في خصوص مسالة التصرف في المعبر بعد انتهاء اشغال تهيئته، وذلك بالتنسيق بين ديوان المعابر و بلدية ذهيبة باعتبار أن الارض المستغلة هي اراضي اشتراكية، وفي المقابل سيوفر ديوان المعابر مختلف الخدمات المقدمة للمسافرين و التجار"، مؤكدا، في ختام حديثه، على متانة العلاقات مع الجانب الليبي، والتي تحكمها جملة من الاتفاقيات الثنائية، إضافة إلى التظاهرات الثقافية المشتركة التي من شانها أن تعزز العلاقات الاخوية وأن تحتوي كل خلاف قد يقع بسبب النشاط التجاري ". ومن جهته، أفاد الرائد نزار شواط رئيس المكتب الحدودي للديوانة بذهيبة في تصريح ل"وات" ان معبر ذهيبة وازن يعرف حركية على مستوى تصدير البضائع الى ليبيا بقيمة جملية تناهز 2 مليون فاصل 239 ألف دينار خلال شهر اكتوبر المنقضي، مبينا أن الصادرات تتمثل أساسا في المواد الغذائية و الخضروات و الغلال. كما أن المعبر يعد نقطة عبور لمختلف السلع القادمة من الجزائر و اوروبا في اتجاه ليبيا (بقيمة مليون فاصل 54 الف دينار خلال شهر اكتوبر المنقضي)، فيما تقدر حركة المسافرين سنويا بحوالي 67000 بين دخول و خروج، وسيعرف المعبر مع اكتمال اشغال التوسعة و التهيئة ارتفاعا متوقعا في الحركة و خاصة التقليص من فترة الانتظار في الاتجاهين ". وسيمكن استكمال أشغال التهيئة، وفق الرائد شواط، من تحويل المكتب الديواني الحالي الى مكتب مركزي يضم خلايا و مكاتب ديوانية جديدة خاصة بالتصاريح، وبمختلف النظم وهو ما سيمكن المعبر من استيعاب عمليات التوريد بعد ان كان مقتصرا على حركة التصدير و العبور، مفيدا بأن التجارة البينية هي مسالة عريقة و تاريخية في مختلف المناطق الحدودية، ووتتوارثها عديد العائلات، ويقتصر هذا النشاط في الوقت الحاضر على المواد غير الممنوعة من ملابس و مفروشات وأغطية وهي تخضع إلى استخلاص الاداءات ". وشدد، في هذا الخصوص، على أن "نشاط التجارة البينية في صيغته الحالية هو استثناء مقيد"، على حد قوله، مضيفا بأنه يتعين على الاطراف ذات العلاقة تغيير منظومة التشريعات و مراجعة التراخيص حتى يضطلع هذا النشاط بدوره الاجتماعي في اطار احترام القانون مع فتح المجال للمبادرات الخاصة في كنف الشفافية، خاصة وان المعبر في ثوبه الجديد سيضم مكاتب مختلفة تعنى بالتصاريح الديوانية و غيرها من الإجراءات التي تساعد على ممارسة هذا النشاط في إطار احترام القانون". وأكد شواط على أن "صعوبة ظروف العمل في المعبر الحدودي ذهيبة وازن لم يمثل حجرة عثرة أمام مواصلة العمل بكل تفان و يقظة للتصدي لكل ما من شانه تهديد الأمن العام وتعريض المصالح الاقتصادية للبلاد للخطر " (وات )