دعا مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين إلى بقاء ما يتراوح بين 1000 و1500 من القوات الدولية في سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش"، وعبر عن أمله في أن توقف الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص خطط سحب قواتها بالكامل. جاءت تصريحات كوباني، قائد القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي يهيمن عليها الأكراد، بعد محادثات في سوريا مع عدد من كبار الجنرالات الأمريكيين. وربما نقلت هذه التصريحات أشمل رؤية حتى الآن لطلباته المتعلقة بمساعدات عسكرية مستمرة من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. كما أنها أظهرت استمرار تمسكه بالأمل في أن يخفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدة قراره بسحب القوات والذي انتقده حلفاء داخل الولاياتالمتحدة وخارجها وكان أحد أسباب استقالة وزير الدفاع الأمريكي. وقال كوباني لمجموعة صغيرة من الصحفيين توجهوا مع الجيش الأمريكي من أجل المحادثات التي جرت في قاعدة جوية في موقع لم يكشف النقاب عنه بشمال شرق سوريا "نريد غطاء جويا ودعما جويا وقوة على الأرض للتنسيق معنا". وتوشك قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على انتزاع آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا بمساعدة الولاياتالمتحدة. وكانت "داعش" تسيطر في ذروة قوتها قبل أربع سنوات على نحو ثلث كل من العراقوسوريا في خلافة أعلنتها من جانب واحد. لكن الدولة الإسلامية لا يزال لديها آلاف المقاتلين الذين من المتوقع رغم تفرقهم حاليا أن يتحولوا إلى شن هجمات بأسلوب حروب العصابات. وقال كوباني إن هناك مناقشات بشأن احتمال نشر قوات فرنسية وبريطانية لدعم قوات سوريا الديمقراطية في سوريا. لكنه شدد على أيضا على رغبته في أن تبقى على الأقل ولو "مجموعة جزئية من القوات الأمريكية" في سوريا والتي يبلغ عددها حاليا أكثر من ألفين. وقال كوباني من خلال مترجم "يتعين بقاء القوات الأمريكية إلى جانبنا". وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل عقب محادثات مع كوباني إنه لا يزال ينفذ الأمر الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر كانون الأول بسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا. وأضاف للصحفيين "نحن ندرك قطعا ما يريدوننا أن نفعله، لكن بالطبع هذا ليس المسار الذي نسلكه في هذه المرحلة تحديدا". وقال فوتيل في رده على سؤال عما إذا كان هناك أي نقاشات بشأن وجود أمريكي في سوريا "النقاش في واقع الأمر ليس بشأن بقاء القوات الأمريكية هنا. نحن بحثنا ما يمكن (لقوات) التحالف فعله هنا". *هدوء المعارك رصد شاهد من رويترز هدوء المعارك يوم الاثنين ومقاتلين تابعين ل"داعش" وهم يتجولون بقرية باغوز القريبة من حدود العراق والتي يحتمون بها في صفوف المدنيين، وهي آخر قرية يُحاصرون بها. ويقول قادة قوات سوريا الديمقراطية إن وجود المدنيين وسط المتشددين يجبر مقاتليهم على التقدم بحذر. وحذر مسؤولون في الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية من خطر عودة الدولة الإسلامية في نهاية المطاف إذا لم تكن قوات سوريا الديمقراطية قادرة على مواصلة الضغط على التنظيم. لكن الانسحاب يثير شبح تهديد أكثر إلحاحا بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية التي تخشى أن تنفذ تركيا تهديداتها بمهاجمتها. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود القوات، إرهابية. وحذر كوباني من "إبادة جماعية جديدة" في المناطق التي تسيطر عليها قواته في سوريا إذا لم تتمكن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من التوصل إلى اتفاق مع تركيا. ووجه كوباني الشكر لترامب على التعبير علنا عن نيته حماية قوات سوريا الديمقراطية لكنه قال "أريده أن يفي بوعده". ويقول الخبراء إنه إذا لم يتوصل كوباني إلى اتفاق مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فربما يضطر لإبرام آخر مع الرئيس السوري بشار الأسد لتفادي هجوم تركي أو عودة "داعش". ويوصي فوتيل بمواصلة تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية ما دامت تواصل ضغطها على الدولة الإسلامية. لكن اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا، قائد التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال الدولة الإسلامية في العراقوسوريا، حذر يوم الأحد من أن الولاياتالمتحدة ستكون غير قادرة قانونيا على دعم قوات سوريا الديمقراطية إذا تحالفت مع الأسد أو داعميه الروس. وشدد كوباني على أنه لا يسعى لإبرام اتفاق عسكري مع دمشق. وقال كوباني من خلال مترجم "نحاول الإبقاء على الوضع الراهن". وأضاف "نحاول التوصل إلى اتفاق سياسي مع النظام للوصول إلى حل. حل دستوري لهذه المنطقة من سوريا". وحذر الأسد يوم الأحد من أن الولاياتالمتحدة لن تحمي من يعتمدون عليها في مسعى منه لتأجيج الشكوك بين الأكراد. وكان أنجوس كينج السناتور المستقل عن ولاية مين من بين نواب عبروا عن القلق من أن الانسحاب الأمريكي قد يوجه ضربة مدمرة للقوات الكردية وحذر من أن أي إحساس بالخيانة الأمريكية قد يلقي بظلال قاتمة لسنوات مقبلة. وقال لرويترز في واشنطن "سيثني الجماعات القوية مستقبلا عن مساعدتنا إذا عاملنا الناس الذين كانوا ذخرا لنا بهذه الطريقة. الأمر جد خطير بالنسبة للأمن القومي". وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة بدعم لوجيستي من حلفائها وتقول إن هذه المنطقة يتعين إخلاؤها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة. لكن كوباني قال إن قواته، التي يقودها أكراد لكن تضم مقاتلين عربا، لن تقبل بتسليم السيطرة على هذه المنطقة إلى تركيا. وتأمل الولاياتالمتحدة في أن يساهم حلفاؤها بقوات لدعم استقرار المناطق المحررة من قبضة الدولة الإسلامية لكن ليس واضحا بعد أي حلفاء سيرسلون قواتهم إلى المنطقة بعد سحب القوات الأمريكية. وقال دبلوماسي فرنسي إن الأوروبيين لن يرسلوا أي قوات إلا بعد أن يتضح تماما أهداف إقامة المنطقة الآمنة وسبل مراقبة هذه الآلية أو ضمانها. (رويترز)