اهتز الشارع الرياضي التونسي والقطري في الايام القليلة الماضية على وقع "فضيحة" تأجيل مباراة السوبر التونسي والذي كان من المفترض أن تقام الأحد الماضي في الدوحة، ولكن رعونة الجامعة وتعاملها مع شركة مجهولة ومشبوهة،أسقط الحدث في الماء مما أثار سيولا جارفة من الانتقادات للمكتب الجامعة مع اتهامات بالفساد لرئيسها وديع الجريء. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر تدخلا حاسما من هياكل الدولة لكشف كل خيوط هذه المهزلة، نجح الجريء كعادته في الخروج من هذا المأزق ووفق في امتصاص الهجمات الموجهة اليه بفضل الفضاءات الاعلامية التي أثثت لتبييضه واخراجه في دور الضحية والمتحيل عليه، وبفضل بعض الوجوه التي تعودت على مثل هذه المهمات،حيث وظفت شبكات علاقتها من أجل احتواء الازمة وابعادها عن دائرة الضوء من خلال خلق مواضيع اخرى تافهة لتحويل الانظار عن القضية الحقيقة والمتعلقة بالفساد المستشري في كرة القدم التونسية. واضافة الى بعض الاقلام الطيعة والاصوات التي تعودت العيش في رحاب الجامعة، كان لعبد السلام السعيداني رئيس النادي البنزرتي دور كبير في انقاذ الجريء وفي تحويل الانظار عن مهزلة الشركة التي اوكلت اليها مهمة تنظيم السوبر والتي تخلت عنها الجامعة درءا للشبهات، حيث اقحم الاخير نفسه في اشكال لا يعنيه بالمرة وأطلق العنان لقريحته "المتعفنة" ،والتي لا تليق صراحة برئيس فريق عريق بحجم النادي البنزرتي، من أجل شتم مسؤولي الافريقي واتهامهم بالهروب من مواجهة الترجي، ليتحول في ظرف وجيز الى مادة محبذة لهواة "البوز" الذي احسنت استغلاله لخلق ظواهر شغلت الرأي العام والهت الجميع عن الاشكال الحقيقي والذي مس صراحة بكرة القدم التونسية. السعيداني الذي اعتمد على التطاول على فرق وشخصيات معروفة لكسب بعض الشهرة الزائفة، أحسن اداء المهمة ووفق في تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للجامعة ورئيسها فكانت الجزاء على قدر العطاء بما ان فريقه سيكون منافس الترجي في سوبر بلا نكهة، ولكن هذا لا يهم السعيداني الذي لا تعنيه نتيجة المواجهة بقدر ما تعنيه المنحة التي قد لا يحصل منها شيء خاصة بعد ان الغت الجامعة العقد مع الشركة القطرية " المشبوهة" والتي كانت قد وعدت بتوفير المنح رغم أن رأس مالها "زيرو مليم". قد يكون أمثال السعيداني كثيرون، وقد يجتهد محبو الجريء في تلميع صورته وتضخيم انجازاته وتقزيم وحتى تهديد منتقديه، ولكن طبيعة الامور تؤكد بأن هذه الظواهر والفقاقيع لن تطيل المقام وستكشف الحقائق طال الزمان او قصر.