في وقت تتجه فيه أنظار الشعوب العربية الى الدورة الثلاثين للقمة العربية بتونس تتالى الدعوات الى أن تكون المحطة الجديدة قمة تجاوز الخلافات والصراعات واذابة جليد التباينات بين مختلف البلدان العربية بشكل تكون فيه قمّة تونس "فعلا" قمّة "المصالحة وتوحيد الصفوف العربية" ، في ظل التجاذبات والصراعات التي تعيش على وقعها الشعوب العربية ، في اليمن وليبيا والسودان وسوريا وغيرها . ويبقى الامل قائما في ان تنجح قمة تونس التي كانت دائما الحضن الذي يجتمع فيه الاشقاء العرب في وضع حد للازمة الخليجية غير المسبوقة التي كانت لها تداعيات سلبية على كافة البلدان العربية بالمنطقة ، حيث يتطلع الكثيرون الى إيجاد صيغة ترضي مختلف الأطراف لتجاوز هذا الخلاف الذي كان بالإمكان معالجته منذ أشهر طويلة. أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة، خلال الجلسة الإفتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس، في إطار اليوم الثالث للاشغال التحضيرية للقمة العربية، على أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية تستدعي من القمة العربية بتونس الخروج بقرارات وتوصيات متفق عليها، لتجاوز حالة المراوحة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا العربية الراهنة. وكان الجهيناوي صرح في وقت سابق ان "القمة العربية فيها نوعان من الاجتماعات...اجتماعات رسمية وأخرى جانبية ..بطبيعة الحال اعتقد ان حضور جميع الدول العربية هو في حد ذاته خطوة ايجابية، اذ سيتقابل الاخوة الخليجيون لأول مرة وجها لوجه. وبالنسبة لتونس نحن عبرنا في الإبان عن موقفنا من الخلاف في الخليج ، وقلنا ان ما يجمع بين الدول الخليجية أكثر بكثير مما يفرقها ولا بد من ايجاد صيغ لتجاوز الازمة .فهم اشقاء تجمعهم الجغرافيا والتاريخ والحضارة. ويبقى ان يتفقوا فيما بينهم وتونس تحتضن الجميع وهم جميعا ضيوف مبجلون لدينا ." ومن جانبه قال الناطق الرسمي باسم القمة العربية محمود الخميري، إن تونس تسعى إلى أن تكون الدورة ال30 للقمة العربية، التي من المقرر عقدها يوم الأحد المقبل، دورة "المصالحة وتوحيد الصفوف العربية". وأكد الخميري، بعد الاجتماع التحضيري على المستوى الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن المشاركين في الاجتماع أجمعوا على "ضرورة كسب التحديات المطروحة لتوحيد الصف العربي"، معتبرين أن "تحقيق التكامل بين دول المنطقة ما زال دون المأمول بسبب الظروف التي تعيشها بعض البلدان العربية". وشددوا على ضرورة توظيف القدرات والإمكانيات المالية والبشرية والإستراتيجية التي تتوافر عليها المنطقة العربية، من أجل تحقيق الأهداف المنشودة في التكامل والوحدة وتشابك المصالح، والتصدي للتهديدات والتحديات الماثلة أمامها. وقال وزير الخارجية الأسبق منجي الحامدي ل"الصباح نيوز" "اتمنى ان تتمكن قمة تونس من تحقيق التضامن والتصالح وان تكون بداية عهد جديد للتضامن العربي وان تصدر قرارات من شأنها التقريب بين الدول العربية خاصة من اجل التضامن والتكامل والوقوف جنبا الى جنب في مواجهة التحديات ". ومن جهته شدّد وزير الخارجية الأسبق احمد ونيس في تصريح ل"الصباح نيوز"على ضرورة إعادة العلاقات العربية-العربية كاملة، بما يقضي تجاوز العداء بين مختلف البلدان العربية باعتبار ان حالة التشتت والانقسام أثرت على الشعوب العربية. وفي سياق متصل اعتبر الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح ل"الصباح نيوز" أنّ "دولة مثل قطر هي عضو في الجامعة واليوم هي محلّ عزلة عن محيطها الخليجي وتستنجد بتركيا للدفاع عنها ولها علاقات طيبة مع ايران" ، وهو ما يدعو الى معالجة هذا الملف في قمة تونس لتداعياته السلبية على المنطقة العربية.