تحت عنوان: "الإيقاع والخطاب"(Le Rythme et le discours) يعقد قسم اللغة العربية والآداب والحضارة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان ندوة علمية دولية أيام 17/18/19 أفريل الجاري. وفيما يلي الورقة العلميّة مازال مبحث الإيقاع في الدرس العربيّ مأسورا بالقراءات التي لا تكفّ عن تقييده بالقيس والوزن والعدّ، ورغم محاولات فتح أفقه على الفنون المختلفة ومباحث العلوم الإنسانيّة المتعدّدة، فإنّ المنجز منها لم يحقّق من النتائج ما يجعل الإيقاع صنوا للحياة ومؤسّسا لرؤية جديدة للكون والوجود. والناظر في حدّ الإيقاع وتطوّر مفهومه يتبيّن مراحل تحوّل تجلو عميق الأثر في سيرورته، ممّا فتح المبحث على مقاربات متعدّدة، منها المقاربة الإحصائيّة الأسلوبية، ومنها المقاربة الإنشائيّة مع هنري موشونيك ((Henri Meschonnic، ومنها سعي بيار سوفانيه(Pierre Sauvanet) إلى بناء خطاب فلسفي حول الإيقاع. وقد جرى مفهوم الإيقاع في المصنّفات العربية القديمة، ومنها كتابا "إحصاء الإيقاعات" و"كتاب الموسيقى الكبير" للفارابي، و"كتاب الشفاء" لابن سينا، فنبه ابن سينا إلى أنّ "الإيقاع هو تقدير ما لزمن النقرات، فإن اتّفق أن كانت النقرات منغّمة كان الإيقاع لحنيّا، وإن اتّفق أن كانت النقرات محدثة للحرف المنتظم منها كان الإيقاع شعريّا". ولا شكّ في أنّ هذا الوعي بجريان الإيقاع في الشعر لم يقتصر على ما أشار إليه ابن سينا، بل نجده عند ابن طباطبا في كتابه "عيار الشعر" إذ يقول: "وللشعر الموزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه". فكيف انبنت رؤية المفكرين العرب القدماء للإيقاع وما جاوره من مفاهيم الموسيقى والعروض والسجع والتّكرار والتكرير وغيرها؟ ومن أهم مراحل التحول الناجعة في سيرورة مبحث الإيقاع تقاطعه مع مفهوم الخطاب، فقد كان لفيردينان دو سوسير (Ferdinand De Saussure) وإيميل بنفينيست(Emile Benveniste) تأثير واضح في تطوّر مفهوم الإيقاع، إذ اهتمّ هنري موشونيك بأربعة مفاهيم أساسيّة عند سوسير هي القيمة (Valeur) والنظام (Système) والاشتغال ((Fonctionnement والاعتباطيّة (Arbitraire) وألحّ على أنها مترابطة تحدّد مجتمعة أوّليات الخطاب التي لم يبلورها دو سوسير، ولكنّ موشونيك جعلها ممكنة (Gerard Dessons, Introduction à l'analyse du poème). فقد رأى بنفينيست أنّ الإيقاع يمكن أن يميّز تصرّفات الإنسان الفرديّة والجماعيّة، ذلك أنّنا نعي أثناء تصرّفاتنا امتدادها الزمنيّ والتكرار الذي يحكمها، كما أنّنا نحاول أن نسقط إيقاعا على الأحداث المحيطة بنا، وبين بنفينيست أنّ أرسطو نظر في الإيقاع من خلال العلاقات الأساسيّة بين الأشكال التي تتمايز عن بعضها، وحدّد هذا التمايز بالشكل والرتبة والموقع، أثمّ تعمّقت العلاقة بما حقّقته لسانيات بنفينيست التي دفعت النمط السيميائيّ للانشغال بالخطاب "فأصبحت نظريّة نقديّة للبنائيّة المنطقيّة للعلامة، ويسّرت لسانيات الخطاب نشوء إنشائيّة الخطاب التي لم تكن مبلورة في تصوّر بنفينيست، فحقّقها موشونيك بتوفر التضامن بين الخصوصيّة والذاتيّة والتاريخيّة (Gerard Dessons)، وهذا ما جعل نجاعة الإيقاع لا تعود إلى عالم العلامة فقط، بل إلى المعنى واللغة والملفوظ(Henri Meschonnic, Politique du rythme, Politique du sujet)،أي أنّ المقاربة الإنشائيّة للإيقاع تتصدّى للاقتصار على العلامة وتتجاوزها إلى الخطاب، وهي مقاربة تقتضي وضع الإبداع الرّاهن والرّهان على التعبير عن حقائق مختلفة غير قابلة للأسر والقيد، وعلى طرح أسئلة الذّات والمعنى وبناء علاقات جديدة بين نظريّة اللسان ونظريّة المعرفة. لقد وفّر التلازم بين الإيقاع والخطاب توسّع مدارات المباحث لتشمل الفلسفة وعلم الاجتماع والفنّ التشكيلي والمسرح والسينما وأنساق الفكر وكلّ أنواع الخطاب. والرّهان في هذه الندوة على تجريب البحث في الإيقاع والخطاب فنّا وفكرا ونثرا وشعرا...، ولا يتحقّق ذلك إلا باللغة وفي اللغة. إن البحث في "الإيقاع والخطاب" -حركة للذات خطابها كما بيّن موشونيك، أو حركة عبر الذات تستحضر الإدراك والعاطفة كما رأى سوفانيه - لا يكتفي برصد الظواهر الإيقاعيّة، بل يراهن على تدبّر سماته التكوينيّة سواء تعلّق بالشعر أو الأدب أو الفنّ أو كل أشكال الوجود والحياة. فالإيقاع في رأي جون جاك ونّانبيرغر (Jean-Jacques Wununberger) -في تقديم كتاب "الإيقاع والفلسفة" (Rythmes et Philosophie, Kimé, 1996)- يغدو في كلّ أشكال الوجود، لا لأنه ماثل في كلّ واقع، وإنّما لأنه في جوهر ذاته، أو في ما سَيَكونه، أو في كليهما، سؤال تشكّل وديناميّة يُفصحان عن الأساس في الحياة والجسد والفكر والكائن في كلّ أبعاده. وبناء عليه، لا يكفي البحث في أصل الإيقاع، بل من الواجب الإسراع في تأمّل السمات التكوينية له. وحتى يتحقّق بعض من تأمّل هذه السمات التكوينيّة في قراءات مختلفة نطرح المحاور التالية لتكون دليلا للباحثين المهتمّين بمبحث "الإيقاع والخطاب": الإيقاع والخطاب وتحوّلات المفهوم. الإيقاع والخطاب ورهان الحداثة. الإيقاع والخطاب (الخطاب الفلسفي، الخطاب السياسي، الخطاب الإعلامي، الخطاب الإشهاري...) الإيقاع والذات في الخطاب الأدبي. الإيقاع، الجسد، المسرح، السينما... الإيقاع والخطاب واللغة والعالم. منسقا الندوة: أ. سمير سحيمي وأ منية عبيدي وفي ما يلي برنامج الندوة: اليوم الأول 17 أفريل 2019 09:00 الافتتاح: - كلمة السيد رئيس جامعة القيروان - كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان - كلمة السيّد رئيس قسم اللغة والأدب والحضارة العربية - كلمة السيدة منسقة الندوة الجلسة العلمية الأولى: برئاسة أ.د: رضا بن حميد 9.45-10.00-د.أحمد حيزم –جامعة سوسة -شعريّة الإيقاع الصوتي 10.00-10.15-د.مبارك حنّون- جامعة قطر- في الخطاب البصري وبنياته الإيقاعية 10.15-10.30-د.صالح بن رمضان- جامعة منوبة - الإيقاع والتربية الجمالية:مدخل ثقافي 10.30-10.45-د.محمد الصالح البوعمراني- جامعة قفصة- الإيقاع والانفعالات الشعريّة 10.45-11.05- استراحة 11.05 الجلسة العلميّة الثانية: برئاسة أ.د: محمد الخبو 11.05 -11.20-د.يوسف عيد – الجامعة اللبنانية- إيقاع الأبعاد الذاتية في الصورة البصريّة 11.20-11.35-د.الطاهر بن يحيى- السعودية- الإيقاع والخطابة 11.35-11.50-د.سمير سحيمي- جامعة القيروان- الإيقاع والجسد 11.50-12.05- أ.أشرف القرقني-جامعة سوسة- في إنشائيّة الخطاب السّينمائيّ: إيقاعُ الصّورة وذواتُ تلفّظها 12.05-12.35- نقاش 15.00 الجلسة العلمية الثّالثة: برئاسة أ.د: مبروك المناعي 15.00-15.15- د.جمال مقابلة- جامعة الإمارات العربية المتحدة- إيقاع الخطاب وخطاب الإيقاع 15.15-15.30-د.منية عبيدي- جامعة القيروان- الإيقاع واستراتيجيات الخطاب الإشهاري 15.30-15.45-د.شمس الدين الرحالي– جامعة القيروان- التّناظر والتّواجه الإعرابيّانبينالملكة اللغويّة والإيقاع 15.45-16.00-د.منصف الوسلاتي – جامعة القيروان- وضع الفلسفيّ عند نيتشه من إيقاع "الباتوس" إلى إيقاع "الإيتوس" 16.00- 16.20-استراحة الجلسة العلميّة الرابعة: برئاسة أ.د: صالح بن رمضان 16.20-16.35-د.منجية عرفة منسيّة- جامعة قرطاج-التناغم الموسيقي للكون عند إخوان الصفاء 16.35-16.50- د.حذام بن عبد الواحد- جامعة القيروان- في الإيقاع الصوفي : التجربة المولويّة نموذجا 16.50-17.05-د.محمد النوي- جامعة القيروان- قراءة في الحديث النبوي:"أسجع كسجع الكهان؟" 17.05-17.20–د.لمياء الفقيه- جامعة القيروان- الإيقاع المقدّس 17.20-17.50- نقاش اليوم الثاني: الخميس 18 أفريل 2019 الجلسة العلميّة الخامسة: برئاسة أ.د: عماد عبد اللطيف 09.00-09.15- د.فتحي النصري- جامعة تونس- كيف يصير النظم إيقاعا؟ 09.15-09.30 – د.مريم جبر- كلية اربد، الأردن- إيقاع المشهد الروائي في "ذئب الله" لجهاد أبو حشيش 09.30-09.45- د.مهدي المقدود- جامعة القيروان- الوزن والمعنى:الأسئلة وإبدالاتها؟ 09.45-10.00-د.راوية اليحياوي-جامعة مولود معمري- الجزائر- إيقاع الذّات والوجود في "غسق الورد...أفئدة الطين" للشاعر سمير سحيمي 10.00-10.20-استراحة الجلسة العلمية السادسة: برئاسة أ.د: فتحي النصري 10.20-10.35-د. طاهر رواينية- جامعة عنابة- الجزائر- الإيقاع وشعريّة التشاكل والتكرار 10.35-10.50-د.حسن لشكر- جامعة ابن طفيل القنيطرة- المغرب- الايقاع في المحكي الشعري 10.50-11.05-د.عبد المجيد نوسي- جامعة شعيب الدوكالي- المغرب- الإيقاع في الخطاب الإشهاري 11.05-11.20–د.عمر حفيظ- جامعة قفصة- تشكّل الإيقاع وتحوّلات المعنى 11.20- 11.50-نقاش الجلسة العلمية السابعة برئاسة أ. د: مبارك حنّون 15.00-15.15- د.بشير قضاعي- جامعة القيروان le rhythmos (sic)dans la pensée de la grece classique 15.15-15.30-د.رضوان بريكي– جامعة القيروان Variation sur le rythme: NebilRadhouan:lecteur de Saint-john Perse 15.30-15.45-د.حمدي مليكة- جامعة القيروان Une peinture peut-elle être rythmée? Le rythme visuel et le voir-comme chez Wittgenstein. 15.45-16.00-د.وسام العريبي-جامعة منوبة- إيقاع الهُعْخُع: دراسة في ديناميكيّة الوحدات المعجميّة العربيّة 16.00-16.20-استراحة الجلسة العلمية الثامنة برئاسة أ.د منجية عرفة منسية 16.20-16.35-د.أنيسة غويلة– جامعة القيروان- الإيقاع البصري في الهندسة بين رتابة الشكل وتجلّي الذات 16.35-16.50- د.ريم الشريف–جامعة القيروان- الإيقاع الجسدي في الفن التشكيلي؛ بيكاسو أنموذجا 16.50-17.05- أ.عماد عمامي- جامعة سوسة- الإيقاع: الذّات الفاعلة في الخطاب 17.05-17.35 - نقاش. اليوم الثالث: الجمعة 19 أفريل 2019 09.00: الجلسة العلمية التاسعة: برئاسة أ.د: جمال مقابلة 09.00-09.15-د.عماد عبد اللطيف– جامعة قطر- إيقاعات السلطة: فخاخ واستجابات 09.15-09.30 –د.رمضان العوري- جامعة جندوبة- المسرح إيقاع أو لا يكون 09.30-09.45- د.حميد الإدريسي-جامعة سيدي محمد بن عبد الله. المغرب- خطاب خرائط العالم القديم، إيقاع العلامات وسيرورة الدلالات 09.45-10.00-د.منجي العمري- جامعة القيروان- الإيقاع التصوّري وزمنيّة الحركة: بين تجاذب الدلالات واسترسالها 10.00 -10.20 -استراحة 10.20. الجلسة العلمية العاشرة برئاسة أ.د: طاهر رواينيّة 10.20.-10.35.-د.منصف الوهايبي –جامعة سوسة- إيقاع الخطاب القرآني 10.50-10.35-د.بسمة نهى الشاوش- جامعة تونس- توتر المساحة في القصيدة العربية القديمة أو البؤرة الإيقاعيّة 10.50-11.05-د. معز جعفورة- جامعة سوسة- إيقاع الذّات في ابتداءات القصائد 11.05-11.20- د.لطفي زكري- جامعة سوسة – الإيقاع والذات 11.20-11.35- أ.عادل خبوشي- جامعة منوبة – الرحلة في القصيدة العربية، إيقاع الفن والحياة 11.35-12.05–نقاش 12.05: اختتام النّدوة -كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان -كلمة الضيوف -كلمة السيد مدير قسم اللغة والأدب والحضارة العربية