النهضة مدرسة تؤمن بالتعايش بين الإسلام والديمقراطية في حوار خص به «الصباح الأسبوعي» أكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني على أن النهضة اليوم منشغلة باختيار مرشحيها لقائمات الانتخابات التشريعية وأنهم الحزب الوحيد الذي يقوم بهذه العملية التي انطلقت يوم أمس وتتواصل أيام 9و16جوان بناءا على قانون وفق لائحة يصادق عليها مجلس الشورى وذلك تجسيدا للديمقراطية الحقيقية وأن هذا المسار سيتوج بالندوة السنوية للحركة يومي 22 و23 جوان بحضور أكثر من 900 إطار من داخل الحركة حيث سيتم إعلان مواقف تهم تونس والتونسيين. الهاروني تحدث عن التحولات الإقليمية في مسار الحركة وموقفهم من رئيس الحكومة واختيار مرشحهم للرئاسيات المقبلة، وفيما يلي نص الحوار: - عقب الزيارة الأخيرة لرئيس الحركة إلى باريس ورفع شعار «الإسلاميين الديمقراطيين»،هل يمكن القول بأن فرنسا ترى اليوم في راشد الغنوشي الشخصية القوية المستندة إلى حزب منظم ومهيكل سيكون بمثابة الضمانة لهم والشريك المميز في المرحلة المقبلة ؟ زيارة رئيس الحركة الشيخ راشد الأخيرة لفرنسا تعتبر تاريخية وبدعوة رسمية من السلطة الفرنسية قابل خلالها مسؤولين من أعلى مستوى إلى جانب النخبة الفرنسية المؤثرة من اليمين واليسار وهو دليل على القبول بالنهضة كحزب يؤمن بالتعايش بين الإسلام والديمقراطية والنهضة كذلك بصدد المساهمة في الرد على الحملات المعادية وإعطاء نموذج جديد ومشروع يعطي صورة مشرقة على الفكر الإسلامي في علاقة بالإنسانية والديمقراطية وهو نجاح 0خر يضاف إلى مسيرة النهضة بعد زيارة ألمانيا و إيطاليا وزيارات في آسيا والعالم العربي والنهضة اليوم لها حضور وطني كبير وتحظى باحترام خارج تونس وهذا كسب للتجربة التونسية ودعم لها. - هل أن اتفاقية»الأليكا» من بين إحدى شروط تغير السياسة الفرنسية تجاه الحركة من أجل الكف عن ملاحقتها ومحاصرتها سياسيا؟ *حركة النهضة حركة مستقلة في قرارها وتنتمي إلى دولة تونسية مستقلة في قرارها وسواء كانت النهضة أم الدولة التونسية فهي تدافع عن قرارها والنهضة تدافع عن المصلحة العليا للبلاد ونحن لانعقد صفقات على حساب مصلحة الشعب التونسي ومصلحة تونس. نتفاوض مع الإتحاد الأوروبي مع المشرق والمغرب بندية واحترام نقدر مصالحهم ولكن كذلك نقدر مصالحهم والحكومة التونسية وجزء منها النهضة لن تمضي على أي اتفاق أو اتفاقية تمس من مصالح الإقتصاد الوطني أو قطاعاته الوطنية سواء كان ذلك في الفلاحة أو غيرها وبالتالي فإن دور الأحزاب والمجتمع المدني الضغط من أجل تحسين شروط التفاوض ونتائجه لكن لا خوف على استقلالية القرار التونسي. - إلى غاية اليوم لم يتلق مجلس شورى الحركة جوابا نهائيا من رئيس الحكومة يوسف الشاهد بخصوص طلبكم توضيح نيته في الترشح للرئاسيات القادمة. كيف تقيمون ذلك؟ *مازلنا مقتنعين بأن على رئيس الحكومة توضيح موقفه إما أن يتفرغ لرئاسة الحكومة ولتحسين الأوضاع الاقتصادية والحرب على المحتكرين والفاسدين والمجرمين بأنواعهم وتهيئة البلاد لأحسن ظروف للانتخابات وإما التفرغ لمشروعه السياسي ومستقبله السياسي في الرئاسية أو التشريعية ونحن مازلنا على هذه القناعة ولم تتغير ولكن في نفس الوقت نحن في حوار مع رئيس الحكومة وبصدد بناء شراكة مع يوسف الشاهد، كذلك هناك حزب جديد يدعمه تأسس مؤخرا غير واضح في قيادته وبرنامجه وماهية علاقته بالحكم وبالنهضة لذلك فنحن مازلنا في فترة مخاض والأمور بصدد التشكل والصورة غير مكتملة ولهذا فالنهضة لا تستعجل في اتخاذ مواقف نهائية ومازلنا بصدد التفاوض مع شركائنا والتحاور معهم من أجل ضمان استقرار الحكومة وإيجاد شراكة مع رئيس الحكومة تخدم مصلحة البلاد في الفترة المتبقية وتوفير أفضل الظروف للانتخابات والتفاوض والتحاور حول مستقبل الحكم بعد انتخابات2019. صابر عمري