قررت الهيئة المديرة لمهرجان ربيع الفنون الدولي في القيروان اتخاذ جملة من الإجراءات والتزام الجميع بالعمل على تنفيذها والتقيد بها من أجل إعادة الاعتبار لهذا المهرجان الذي عرف صعوبات كثيرة في السنوات الأخيرة مما حال دون التوصل لتنظيمه في العام الماضي، فضلا عن تراجع ألقه في سنوات ما بعد الثورة وتراجع قيمته شكلا ومضمونا مقارنة بما كان عليه المهرجان منذ تأسيسه سنة 1995 والسبب هو تراكم الديون المتخلدة بذمة الدورات الماضية. وهو ما أكده ل" الصباح نيوز" عبد المجيد فرحات منسق الدورة الثالثة والعشرين وكاتب عام جمعية مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان، بصفتها الجمعية التي تنظم المهرجان الذي يعود هذا العام في دورة إثبات الذات في المشهد المهرجاناتي برئاسة الشاعرة جميلة الماجري في دورة تتواصل من 21 إلى 25 من الشهر الجاري. بما يفسح المجال أمام الكفاءات الفنية والمبدعين للمشاركة في تسيير الجمعية وتشريكهم في التفكير والتقييم وذلك انطلاق من هذه الدورة. يأتي ذلك بعد أن أطلق عدد من مثقفي وفناني جهة القيروان صيحة فزع تفاعلا مع الوضع المتردي الذي أصبح يتخبط فيه المهرجان ورغبة في إنقاذه باعتباره يشكل منارة ثقافية هامة جهويا ووطنيا ودوليا. وقد تدلت وزارة الشؤون الثقافية على الخط بتكفلها بدفع الديون المتخلدة بذمة المهرجان مع تخصيص دعم ليعود لدائرة النشاط. وفيما يتعلق بجملة النقاط الإجرائية التي تم وضعها لضمان استمرارية المهرجان وترشيد عمل الجمعية بما يسهل استمرارية المهرجان، بين محدثنا أنها تتمثل في تخصيص مقر للمهرجان باعتبار أنه منذ بعثه لم يكن له مقرا فضلا عن البدء بجمع أرشيف خاص به. إضافة إلى بعث أنشطة لتنمية الموارد الذاتية للجمعية طيلة العام وعدم التعويل على منح الجهات الرسمية وحدها أي دعم وزارة الشؤون الثقافية. كما تم الاتفاق على ضرورة النأي بالمهرجان عن البعد التجاري ودعم ما هو ثقافي والتوجه إلى تحقيق التكافؤ بين مختلف الفنون لكون حاشرة في برنامج المهرجان مع الاستجابة لكل الأذواق وملامسة جميع الشرائح العمرية. دورة متواضعة اعترف عبدالمجيد فرحات أن دورة هذا العام "متوضعة" تسجل مشاركة خمسة بلدان أجنبية فضلا تونس وهي مصر ولبنان والمغرب والبحرين وفرنسا وراهن فيها المشاركون على الابتعاد على "النجوم" والتوجه إلى ما هو ثقافي. وفيما يتعلق بتفاصيل البرنامج أفاد الناطق الرسمي للمهرجان أن المراهنة على البعد الثقافي في تنوعه وتعدده من خلال ضبط برنامج موسع يتضمن عروض وأعمال تعكس الراهن الثقافي. ومن بين الأسماء التي ستشارك في هذه الدورة وأخرى سيتم تشريكها نذكر كل من فريال يوسف قراجة ومحمد علي بن جمعة وسلمي بكار وبشير السالمي وسلاف من تونس إضافة إلى الشعراء جمال بخيت من مصر وشربل داغر من لبنان وباروين الحبيب من البحرين ولويزة بولبرس من المغرب. ويتضمن برنامج هذه الدورة معارض للفنون التشكيلية وعروض مسرحية وسينمائية على غرار فيلم "الجايدة" للمخرجة سلمى بكار وفيلم "بورتو فرينا" لابراهيم لطيف ومسرحية "جويف" للمخرج حمادي الوهايبي ومن انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان والذي تحصل على جائزة مهرجان أيام قرطاج المسرحية الماضية. إضافة إلى عروض موسيقية موجهة لمختلف الشرائح العمرية والأذواق لفرق ومجموعات من مختلف الجهات على غرار الموسيقى الصوفية والفلكلورية والشعبية و"الراب" والوترية على غرار عرض "فاح العنبر" لفتحي عينيو والسهرة و عرض "من النوى" للفنان حاتم دربال وعرض مغني الراب "الجنرال" ويقدم كل من بشير السالمي وسلاف عرض "شذا القيروان". فيما تحيي سهرة الاختتام الفنانة نوال غشام. كما يتضمن برنامج هذه الدورة أمسيات شعرية يشارك فيها ثلة من الشعراء فضلا عن ضويف المهرجان من الأجانب الآنف ذكرهم نذكر كل من آدم فتحي وفوزية العلوي ومنصف الوهايبي وفتحي النصري وعبدالجليل بوقرة وندوات ثقافية على غرار "السياحة الثقافية".