أقيمت يوم أمس الخميس 15 أوت بمدينة حلق الوادي فعاليات "خرجة المادونا"، والتي دأب على إحيائها متساكنو الجهة لعقود خلت. وقد تعوَّد أهالي حلق الوادي على إقامة هذه الاحتفالية السنوية، إلى جانب مواطنيهم من المسيحيين، عبر إخراج تمثال السيدة مريم العذراء من كنيسة سان أوغستان بحي "سيسيليا الصغرى" وسط الزغاريد ورمي الورود والياسمين. ويرجع تاريخ هذه الاحتفالية الى الحقبة التي تواجدت فيها الجالية الايطالية بتونس قبل وأثناء الفترة الاستعمارية. حيث تحتفل الجالية الإيطالية بتونس في يوم 15 اوت من كل سنة بنهاية موسم "البحر". وقد انخرطت عديد الجاليات الأجنبية الأخرى في هذه الاحتفالات كالمالطية والفرنسية، حتى صارت الاحتفالية فيما بعد مناسبة اجتماعية وثقافية تجمع كل المسيحيين في تونس بمختلف انتماءاتهم. وقد شارك في احتفال يوم أمس الى جانب المواطنين التونسيين والأجانب من المسلمين والمسيحيين، عدد من المسؤولين المحليين على غرار رئيسة بلدية حلق الوادي أمال الإمام ومعتمد حلق الوادي فتحي الحيكمي وسفير فرنسابتونس. وبالرغم من مرور اكثر من قرن ونصف على تنظيم الاحتفالية إلا أنها تبقى طقسا مميزا لأهالي مدينة حلق الوادي، يساهم في إشعاعها الثقافي والتاريخي. ولربما نحن اليوم في أمس الحاجة لهذا المشهد المتنوع الذي يعكس التعايش والتسامح بين الأديان في المجتمع التونسي.