نشرت صحيفة الخبرالجزائرية في عددها الصادر اليوم الإربعاء أنّ وزارتي الدفاع والداخلية في الجزائر أصدرتا تعليمات لولاّة المدن الشرقية تحسبا لتسلل إرهابيين من تونس وليبيا. وفي ما يلي نصّ المقال كما ورد في الموقع الرسمي للصحيفة : علمت ''الخبر'' من مصدر أمني أن وزارتي الدفاع والداخلية أصدرتا تعليمات صارمة ل 7 ولاة لولايات شرقية، تقع حدودها مع دولة تونس أو قريبة منها، بتجنيد كل المصالح الأمنية لمراقبة الحدود، تحسبا لتسلل إرهابيين من تونس أو ليبيا إلى الجزائر، أو الخروج منها إليهما. وأفادت مصدرنا بأن التعليمة تعطي صلاحيات كاملة لولاة ولايات تمنراست وإليزي والوادي وتبسة وخنشلة وسوق أهراس والطارف، باعتبارهم رؤساء اللجان الأمنية بولاياتهم، لكي يجندوا كل الإمكانات والعناصر البشرية، ووضع جميع الأسلاك الأمنية في حالة تأهب للتدخل، قصد إحباط أي محاولة لتسلل الإرهابيين من تونس وليبيا اللتين تشهدان توترا أمنيا، واشتباكات مع جماعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ويقضي مضمون التعليمة بضرورة التجند التام ودون تراخ لإحباط أي محاولة تسلل من الدولتين إلى الجزائر، كما طلب من الولاة عقد اجتماعات يومية لأعضاء اللجنة الأمنية لتقديم تقارير عن التحركات، ومن الولاة إلى خلية الأزمة المشكلة في وزارتي الدفاع والداخلية. هذا التحرك من الحكومة الجزائرية يأتي أمام التوتر السائد في تونس وليبيا، حيث يقوم الجيش التونسي بمحاصرة مجموعتين إرهابيتين في جبال ولايتي الكاف والقصرين غربي تونس، الأمر الذي جعل الجيش الجزائري يراقب الحدود بكل الوسائل، خاصة الطائرات الحربية التي شنت، ليلة أمس، بجنوبخنشلة، حملة تمشيط واسعة، من خلال قنبلة مناطق يلجأ إليها الإرهابيون في جبال بودخان، وجبال جنوب ششار، بعد ورود معلومات عن تحرك الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة التي لا زالت تعرف نشاطا إرهابيا. في سياق ذي صلة، قامت السلطات المحلية لولاية خنشلة، أول أمس الاثنين، وفي آخر لحظة، بإلغاء زيارة وزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، التي كانت مقررة إلى منطقة سيار بجنوب بلدية ششار، وذلك لأسباب لم يعلن عنها، على الرغم من قيام الوزير بزيارة عمل للولاية وإلى المنطقة الجنوبية للولاية. وحسب مصادرنا، فإن إلغاء الزيارة يعود لأسباب أمنية، تتعلق بنشاط غير معهود لمجموعة إرهابية بالمنطقة التي كان من المقرر أن يزورها الوزير حسب البرنامج الخاص بزيارته. هذه الزيارة التي انتظرها مواطنو قرى سيار والعامرة والوندورة والزاوية بفارغ الصبر، تم إلغاؤها في آخر لحظة من طرف الجهات المعنية، وتغيير اتجاه الوزير نحو منطقة الميتة من طريق سيار إلى طريق جلال - زريبة حامد ببسكرة، والتوجه عبرها نحو المنطقة التي يتم بها إنجاز مشروع هام للطاقة، يتمثل في محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالبرق بمنطقة الميتة ببلدية بابار في خنشلة. وأضاف المصدر أن إلغاء الزيارة وتغيير الاتجاه والطريق يعودان إلى الأسباب الأمنية والاحتياطات الواجب اتخاذها في مثل هذه الزيارات الهامة، بحيث أن المنطقة تعرف، في الأيام الأخيرة، نشاطا غير معهود لمجموعة إرهابية يجهل عدد أفرادها. وقد شهدت المنطقة، خلال الأيام الماضية، زرع قنبلة بالطريق العام بطريق سيار، ما أسفر عن إصابة دركيين بجروح، بالإضافة إلى حادث الاعتداء على برج للمراقبة تابع لثكنة عسكرية يبعد بحوالي 5 كلم عن مكان انفجار اللغم الأول، ما أسفر عن إصابة عون دفاع ذاتي، كما يتم تداول معلومات عن نشاط وتحرك مشبوه لمجموعة مسلحة بالمنطقة، وهو ما استدعى السلطات المعنية إلى إلغاء زيارة وزير الطاقة والمناجم إلى القرى المذكورة تفاديا لأي طارئ.