كانت المخاوف كبيرة من توظيف دور العبادة في الدعاية الحزبية والترويج للمترشحين في الانتخابات سواء الرئاسية منها أو التشريعية، وهو ما دفع بوزارة الشؤون الدينية الى فرض رقابة على دور العبادة خلال الحملات الانتخابية كما قامت بحملات توعية شملت خاصة الأئمة في مختلف المساجد لا سيما وأن عدد دور العبادة في تونس يناهز 5200 مسجد، ما خلق حالة من القلق والمخاوف من جعل بعضها منبراً للترويج والدعاية لمترشحين ضد آخرين، أو التأثير على الناخبين والمصلين. وفي هذا الصدد أكد حكيم عمايري رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية ل"الصباح الأسبوعي" ان الوزارة لم تتلق أي إشعار بشأن استغلال الأئمة للمساجد في الدعاية الحزبية إلى حد هذا اليوم حيث لم يتم الإبلاغ عن أية تجاوزات تذكر. واعتبر أن دور الأئمة مهم في حماية المسار الديمقراطي وفي تعزيز نزاهة الانتخابات من خلال التزام الحياد إزاء أي توظيف حزبي أو سياسي أو انتخابي خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة والتشريعية المقبلة وعي الأئمة بوجوب الانضباط والالتزام بالحياد وأخذ نفس المسافة من كل المترشحين. وشدد على أن لل4 ندوات الإقليمية التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات دور توعوي هام لتحييد المنابر. وفي المقابل كشف أن الوزارة تلقت بعض الملاحظات بشأن انخراط بعض الأئمة في الدعاية الحزبية لكن ذلك كان خارج المساجد، وأكد رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية انه لم يتم اتخاذ اي إجراء بشان هؤلاء على اعتبار أنه من حق أي مواطن الانخراط في الحياة السياسية خارج دور العبادة وغيرها من المؤسسات التابعة لوزارة الشؤون الدينية. وكشف أنه وبهدف ضمان حياد دور العبادة عن الدعاية السياسية تم إقرار إيقاف 20 إماما مؤقتا عن العمل ثبت أنهم أعضاء بقائمات حزبية أو مستقلة او حتى ائتلافية مترشحة للانتخابات التشريعية. وأضاف أن الوزارة تعول على وعي الأئمة باحترام القانون والدستور وعدم التأثير على الناخبين، نظراً لمكانتهم الاعتبارية والمجتمعية، مشيراً إلى أنه تم تسجيل التزام من الأئمة بالحياد وتعاون، داعياً إلى الحفاظ على الحياد المطلوب من قبل أئمة المساجد بكامل البلاد. وكان وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، اكد أن الوزارة ستقوم بإنهاء تكليف كل إمام وإطار مسجدي يثبت قيامه بتجاوزات بخصوص حياد المساجد ودور العبادة عن كل أشكال التوظيف والدعاية الحزبية، وأن السلطات التونسية قامت في إطار استعدادها للاستحقاقات الانتخابية المقبلة بإعداد "ميثاق الإمام الخطيب". هذا وكلفت الوزارة 600 واعظ ديني بمهمة مراقبة الخطاب الديني، وخصوصاً خطب الجمعة، مع تعزيز الرقابة في كامل أنحاء البلاد، لضمان حياد المساجد في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. حنان قيراط