تفجّر أمس الأول الوضع مجددا بين أحباء ينتمون لمجموعتي(ألتراس لمكشخين) و(زاباتيستا الترجي) وكاد يحصل ما لا تحمد عقباه، لولا التدخل الأمني العاجل والناجع لوحدات ادارة اقليم الأمن الوطني بتونس الذي انقذ العاصمة من مخطط ل«حرب شوارع» بين محبين باستعمال الزجاجات الحارقة ومختلف الاسلحة البيضاء، قبل أن يتم ايقاف 32 شخصا في سلسلة من العمليات بجبل الجلود ومقرين وبنعروس بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2. تفاصيل الواقعة تفيد بأن خلافات كبرى نشبت منذ أيام بين أحباء من مجموعتين تابعتين للترجي الرياضي التونسي إضافة الى خلافات موازية اندلعت بين إحدى هاتين المجموعتين ومجموعتين تابعتين لأحباء النادي الافريقي تطورت الى تصادم واعتداءات تدخلت أثناءها الوحدات الأمنية وسيطرت على الوضع والقت القبض على عدد من المحبين وحجزت 66 زجاجة حارقة ومجموعة من العصي. محجوزات خطيرة.. لكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد بعد ان تجدد الخلاف وبلغ حد التخطيط مجددا لاعتداءات دامية، ووفق مصدر امني مطلع من ادارة اقليم الامن الوطني بتونس فان معلومة سرية وردت في حدود الساعة العاشرة من صباح امس الأول الخميس على المصالح الامنية مفادها تحضير عدد من اعضاء احدى مجموعات احباء الترجي الرياضي لعمل اجرامي وتخريبي ومناوشات «مسلحة» على مستوى المحول 112 على الطريق السريعة على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة. ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولاه الأعوان في الحين العناية الفائقة للتوقي من هذا المنزلق الخطير للخلافات بين مجموعتين لأحباء الترجي وتحولوا الى المكان المشار اليه حيث بتمشيطه عثروا على 21 زجاجة حارقة جاهزة للاستعمال اضافة الى خمسين قارورة بلورية فارغة كان عدد من المشتبه بهم يخططون لتحويلها الى زجاجات حارقة. إيقافات عديدة انطلق أعوان الأمن اثر اكتشاف هذا المخبأ من المواد الحارقة في البحث والتحري حتى نجحوا في تحديد هويات عدد من المشتبه بهم ثم القوا القبض على نحو 32 محبا تتراوح أعمارهم بين 14 سنة و21 سنة بينهم تلاميذ وأصحاب سوابق عدلية في السرقة بالسلب والمخدرات، قبل ان تأذن النيابة العمومية اثر التحريات الأولية بالاحتفاظ بتسعة منهم أعمارهم بين 17 سنة و21 سنة من اجل تكوين وفاق اجرامي للاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وحيازة مواد حارقة وإحالة سبعة اخرين بحالة تقديم وإطلاق سراح البقية. وكشفت المعطيات التي تحصلت عليها «الصباح» أن محبين من مجموعة»زاباتيستا الترجي» هم من يقفون وراء صنع وإخفاء الزجاجات الحارقة بهدف استعمالها في اعتداء على محبين من مجموعة «ألتراس لمكشخين»، ولولا فطنة وحدات الامن وإحباط هذا المخطط لحدثت كارثة نظرا لخطورة المحجوز وحساسية المكان الذي حجز فيه والذي يعتبر مكانا استراتيجيا. وتطرح هذه الأحداث المتواترة والخلافات والمعارك بين المجموعات الرياضية عدة تساؤلات خاصة في ظل صغر سن غالبية المشاركين فيها، وتنذر بخطورة الوضع ما يتطلب تدخل مختلف الأطراف بمن فيهم الأولياء للتوعية والتحسيس لتجنب السقوط في هذه المنزلقات الخطيرة والتي لا تمت للرياضة بأية صلة. صابر المكشر