عندما يجعلنا الحجر الصحي في ليال رمضان ننبش الذاكرة وننفض الغبار عن التراث فاننا حتما سنستخرج كنوزا مدفونة لننعم بضحكات من القلب ونقد هادف ونسرق من وقتنا ساعة من الشجن تعيدنا الى نقاء سابق ونستحضر جيلا كاملا من المبدعين، ليكون المتفرّج على موعد كل ليلة مع عرض مسرحي لمسرحيات قديمة بعضها بالألوان والبعض الآخر بالأبيض والأسود أبطالها من الجريد ومواضيعها من الجريد ولا تغيب النكتة الجريدية عن محتواها، وهي المبادرة التي أطلقتها المندوبية الجهوية للثقافة وبالتّعاون مع مركز الفنون الدّراميّة والرّكحيّة بتوزر لتكون المسرحيات القديمة مُتاحة على صفحة المندوبية الجهوية للثقافة على موقع التواصل الإجتماعي "الفايسبوك" الغاية في اطار الحجر الصحي خلق ثقافة جديدة والتماهي مع الحنين الى الماضي المسرحي حيث لاقت هذه الأعمال التي حينها شهرة كبيرة ولا يزال المتفرج يترقبها بنفس الحماس والتشويق. باكورة المبادرة مسرحية "هرب من الجر رستله في الداموس" من انتاج جمعية المسرح الجريدي بتوزر تأليف بلقاسم بن عمار الشابي إخراج علي عبد الوهاب خليل التي عُرضت في المسرح البلدي سنة 1985 وأول عرض تلفزي سنة 1987، وستعرض على صفحة المندوبية على 3 أجزاء كل ليلة جزء. يقول المندوب الجهوي للثقافة عماد الدلاجي ل "الصباح نيوز" أنه وقع الاتصال بأغلب الجمعيات المسرحية الناشطة بالجهة وجميعهم أعجبوا بالفكرة وتفاعلوا معها ايجابيا من أجل الحصول على المحامل البصرية الخاصة بهذا الأرشيف ، وتم تجهيز المسرحيات على مستوى التقنية، مشيرا أن البعض منها غير قابل للعرض ليس من ناحية المحتوى بل لرداءة جودة الصورة أو الصوت، وبذلك فان المسرحيات التي فيها مثل هذا الاشكال سيقع الاقتصار على تنزيل مشاهد فقط منها. وستتالى المسرحيات التي سيتم عرضها افتراضيا على غرار "سجل حضورك" "الزردة" "بكل روح رياضية" "ريح المسك" ومسرحيات أخرى لشركة شمس الجنوب "سيدي العربي" "البير والنخلات" "شح لح" ومسرحيات لجمعية جمعية تقيوس بدقاش مثل "زمان" وأجزاء من مسرحيات لجمعية مسرح نفطة "كلام جرايد" "يعمل العاقل".