تم اليوم الاثنين تشييع جثمان فقيدة الساحة الفنية الفنانة القديرة زهيرة سالم إلى مثواها الاخير بمقبرة الجلاز اثر وفاتها فجر أمس الاحد بالمستشفى العسكري بالعاصمة، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الثمانين عاماً. وأبّن رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية يوسف بن إبراهيم اليوم الفقيدة ، في وقت نعت وزارة الشؤون الثقافية، أمس في بلاغ لها، فقيدة الاغنية التونسية ، وتقدمت بأحر عبارات التعازي إلى عائلة الفقيدة راجية من الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يرزق أهلها وعائلتها الفنية الموسعة وذويها جميل الصبر والسلوان. وتعد الراحلة زُهَيرة سالم من أفضل الأسماء التي شهدتها الساحة الفنية لما قدمته للأغنية التونسية على مدى سنوات طويلة، لاسيما انها أصدرت أول شريط غنائي لها سنة 1960 وساهمت الفقيدة في إثراء الخزينة الوطنية الفنية بحوالي 500 أغنية تونسية على غرار "باجة بلاد المندرة والصابة" و"أمي يا أمي" ويما برأسك بريله" و"اعطيني شريبة" وعشرات الأغاني الاخرى التي رسخت في الاذهان على مدى عقود من الزمن. صاحبة الصوت الدافئ أصيلة ولاية باجة واسمها الحقيقي زهيرة البراهمي، كانت من أبرز أصوات المعهد الرشيدي مع الفنانتين علية ونعمة، وغنت لأهم الملحنين والمطربين على غرار محمد التريكي وعبد الحميد بلعلجية وصالح المهدي ومحمد علام ومحمد رضا والشاذلي أنور وغيرهم، كما كانت لها مشاركات فنية في عديد الدول العربية حيث شرفت الاغنية التونسية وساهمت في اشعاعها عربيا. وترك رحيل الفنانة القديرة زهيرة سالم لوعة في نفوس زملائها الفنانين الذين عاشروها وعرفوها عن قرب حيث كانت أفضل سند لهم في بداية مسيرتهم، كما انها لا تتوانى في تقديم الدعم لأي فنان تعرض الى محنة او واجهته صعوبات في مسيرته الفنية. وفي وقت عبر الفنان محمد الجبالي عن عميق حزنه لرحيل أيقونة الاغنية التونسية معتبرا رحيلها خسارة للساحة الفنية التي قدمت لها الكثير على مدى سنوات طويلة، فان الفنان نور شيبة تأسف على رحيل قامة أخرى من قامات الاغنية التونسية بعد رحيل الفنانة القديرة نعمة منذ فترة قصيرة، فيما كتبت الفنانة علياء بلعيد تدوينة عبرت من خلالها عن حزنها العميق لوفاة القديرة والايقونة زهيرة سالم. رحم الله الفقيدة رحمة واسعة ورزق أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان.