قال اليوم الأحد لطفي بن جدو وزير الداخلية ان حصيلة المورطين في أحداث جبال الشعانبي بالقصرين والطويرف بالكاف، إلى حدّ الآن، 140 شخصا لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة بالأحداث. وأضاف في تصريح لإذاعة كلمة : "لقد ألقينا القبض على عدد من بينهم و هم تسعة أفراد من إجمالي 10 من الذين تم إيقافهم بتهمة إدخال الأسلحة و تخزينها بالبلاد ، كما تم القبض على 14 عنصرا من ممولي مجموعة عقبة ابن نافع، و ثمانية آخرون من المنتمين لنفس المجموعة بالإضافة إلى إيقاف خمسة عناصر قيادية في التنظيم...في ما أنّ 58 آخر مفتش عنهم و36 شخصا تمّ إطلاق سراحهم" واستهداف جامع في القصرين. كما بين أنّ الوحدات الأمنية لم تنجح في القبض على إرهابيين في الجبال، مشيرا إلى أنّ عمليات الإيقاف كانت عن طريق الكمائن والتفتيش وورود معلومات وقال ان هذه العناصر الإرهابية لها قدرة على التخفي، مضيفا : "أهالي القصرين عرفوا أنّ هذه المجموعات دموية".غير انه تحدث عن وجود إيقافات في الشعانبي دون ذكر العدد، مبينا أنّ المنطقة عسكرية مغلقة. أما عن عمل وحدات الجيش فقال بن جدو انهم بصدد قصف مواقع في جبل الشعانبي، مبينا أن الجيش تعهد بمعية وحدات الأمن بتمشيط الجبال وذلك منذ استشهاد الوكيل بالحرس الوطني أنيس الجلاصي في ديسمبر الماضي. وأضاف بأنّ الجيش قام بفتح مسالك ودمّر كهوفا ومغاور وقام بأعمال استشرافية للمستقبل، قائلا : "نحن في تونس غير معتادين على حروب الإرهاب والجبال مما تطلب استخدام عدة استراتيجيات في فترة الجنرال عمار ولكن أخيرا لجأ الجيش إلى القصف بعد أن اكتشف ان استراتيجيته كانت خاطئة" وحول اعمال الأمن في القصرين، قال إن وحدات الحرس بصدد مداهمة بعض المساجد والمنازل المشبوهة وتقوم بوضع أحزمة حتى لا يفر الإرهابيون. وبيّن أنّ عدم قيام فوج طيران وحدات الحرس بعمليات قصف بالطائرات يعود إلى عدم امتلاكهم لطائرات معدة للغرض، مضيفا : "هذا كان مقصود في النظام السابق قصد تهميش الحرس... والآن بدأنا نسعى إلى إحياء فوج الطيران من جديد" وبالنسبة لإجراء تغييرات صلب وزارة الداخلية، فقال بن جدو أن اي تغيير يرضي أطرافا فانه لن يرضي آخرين. وأكّد عدم وجود أمن موازي صلب وزارة الداخلية، مطالبا كلّ من له معلومات أن يدلي بها للوزارة على أن يفتح تحقيقا في الغرض. وقال : "يمكن أن يقصد بأمن موازي التقرب من بعض الأحزاب.. وهذا ممكن ولا أحد معصوم من الخطأ بما فيهم وزير الداخلية". وحول أمن الشخصيات، قال بن جدو ان الوزارة لديها قائمات قديمة وقامت بتحيينها وتشمل صحفيين ومثقفيين وسياسيين ورجال أعمال، مضيفا : "حمايتهم عمل استباقي لقطع الطريق أمام محاولات اغتيالهم وللحذر ودرءا لكلّ طارئ أو إشكال... وهناك أشخاص مستهدفون مباشرة نوفر لهم حماية شخصية لصيقة... ولكن لا يمكن توفير حماية شخصية للجميع والحلّ يتمثل في مكافحة الإرهاب ومضاعفة الجهود... وإذا نجحنا في إلقاء القبض على الأشخاص الذين قاموا بعمليات الاغتيال فسنوفر بذلك الأمن للجميع... وللعلم فإن العريض على رأس قائمة المهددين بالاغتيال". ومن جهة أخرى بين بن جدو أنه كلما كان هناك إرهاب كانت وراءه مجموعات متشددة دينيا، وقال : "الشعانبي وراءه مجموعة كتيبة عقبة بن نافع التي تحاول التقرب من تنظيم القاعدة... وبالنسبة للاغتيالات وراءها أطراف نشطت في تنظيم القاعدة... وقد ثبت لدينا ترابط بين المغتالين وبين الكشف عن الأسلحة". وعن تشابه الحرب الأهلية التي وقعت في الجزائر وما حدث مؤخرا في الشعانبي، قال بن جدو ان من بين الموجودين في أعالي الجبال جزائريين وهو ما جعل طريقة الاغتيال والتنكيل بالجثث متماثلة.