اعتبر راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة ، دعوة المعارضة لحل المجلس الوطني التأسيسي والحكومة المنبثقة عنه "محاولة انقلابية صريحة"، داعيا إلى حوار يغلب روح الوفاق بين الفرقاء للخروج من الأزمة وإنجاح مرحلة الانتقال. وقال الغنوشي في حوار مع الجزيرة نت إن محاولات الإطاحة بالمجلس التأسيسي والحكومة "باءت بالفشل"، معتبرا أن خروج مئات الآلاف من التونسيين مؤخرا للدفاع عن شرعية المؤسسات المنتخبة "دليل على قوة ومناعة الشعب ضد الدعوات العدمية". ورأى الغنوشي أن الدعوة إلى إلغاء المجلس التأسيسي أعلى سلطة منتخبة في البلاد وإسقاط الائتلاف الحاكم سينحو بالبلاد باتجاه الفراغ والفوضى، "وهو بالضبط ما يريده أعداء الثورة ويخططون له منذ انطلاق المسار". وأرجع تأزم الوضع السياسي في البلاد بعد اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي إلى ما أسماه تعنت بعض أحزاب المعارضة وإصرارهم على منطق المزايدات، متسائلا في الوقت ذاته عن سبب دعوتها لإلغاء المجلس التأسيسي والعودة إلى النقطة الصفر رغم أن مرحلة الانتقال أوشكت على النهاية، "مع قرب استكمال صياغة الدستور وانتخاب الهيئة المستقلة للانتخابات في كنف التوافق"، وفق قوله. وحول الحلول الممكنة للخروج من الأزمة التي لا تزال تراوح مكانها، يقول للجزيرة نت إن حركة النهضة "منفتحة على الحوار مع كل الأطراف"، لافتا إلى قيامها بمشاورات "جدية" مع عدد من الأطراف من بينها اتحاد الشغل -أكبر منظمة نقابية في البلاد- الذي طرح مبادرة تقضي بالإبقاء على المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة جديد من مستقلين "وهو ما ترفضه حركة النهضة". وأكد الغنوشي أنّ اتحاد الشغل "شريك أساسي في بناء المسار الديمقراطي"، مشيدا بدوره في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء لإنجاح مسار المشاورات والمفاوضات السياسية الجارية. كما شدد على ألا سبيل للخروج من الأزمة الراهنة إلا بالوحدة الوطنية والحوار، معتبرا أن الصراع في تونس "ليس صراعا أيديولوجيا بل هو صراع سياسي" باعتبار أن الإسلاميين والعلمانيين واليساريين شركاء في الوطن نفسه، ولا بديل لهم عن التعايش السلمي المشترك في كنف دولة مدنية ديمقراطية تحكمها القوانين وفق تداول سلمي للسلطة (الجزيرة)