قال اليوم عالم الاجتماع محمود الذوادي لل"الصباح نيوز" أن المؤشرات التي استعملتها الأممالمتحدة لقياس السعادة والرضا بين الشعوب هي مؤشرات خاطئة وبالتالي فان نتائجها خاطئة وأضاف انّ السعادة هي حالة داخلية ونفسية يشعر بها المرء وهي ان يكون مرتاحا مع نفسه ومع المحيط الذي يعيش فيه فلا يمكن قياسها بعوامل خارجية مثل التي وردت في تقرير الأممالمتحدة على غرار ان الدول الاكثر ثراء هي الاكثر سعادة فكيف يفسرون وجود الصومال قبل تونس في الترتيب حسب قوله مؤكّدا ان المادة لا علاقة لها بقياس سعادة الاشخاص ولكن هذا لا يمنع من ان التونسي قد يكون الاكثر تعاسة بين شعوب المغرب العربي وان يكون في المراتب الاخيرة بين الدول وذلك لوجود عديد المؤشرات التي تدل على فقدان التونسي للسعادة فهو دائم الغضب ودائم الشتم ولا يبتسم بسهولة وله حقد دفين على الآخر (تقطيع وتريش) الى درجة اصبحت فيه الشخصية "القاعدية" في علم الاجتماع وعلم النفس هي نموذج شخصية التونسي وقال ان هذا النمط من الشخصية التونسية موجود قبل الثورة ولكنه زاد اتساعا بعدها باعتبار الحالة الاجتماعية الصعبة وعدم استباب الامن وهما من العوامل التي ساهمت في تعاسة التونسي مشيرا الى ان التونسي صاحب شخصية "مستنفرة" خاصة مع الآخر الغريب الذي عادة ما يجد صعوبة في التعامل مع شخصية التونسي المتخوفة والتي لا تعطي ثقتها في الغير بسرعة اما الوضع الامني فقال انه من الاسباب المباشرة في تعاسة التونسي الا انّه تساءل على وجود سوريا قبل تونس في الترتيب مع ان الوضع الامني فيها اكثر تعاسة من تونس من جانبه افادنا عالم الاجتماع محمد الجويني انّ حالتا الارتباك والتوتر الموجودتان في نفسية التونسي تجعل تقرير الاممالمتحدة لا يمثل صدمة او مفاجأة مشيرا الى ان هناك عدة مقاييس تم استعمالها لاعداد هذا المؤشر ولكن لم يتم ذكرها في التقرير ربما هي نسبة الانتحار والاغتيالات السياسية والاعتصامات اي الوضع السياسي العام في البلاد وقال ان الراسمال العاطفي للتونسي افلس وهو ما يجعله دائم التوتر وقليل السعادة واضاف ان الاحساس بالاكتئاب الجماعي يعود الى المناخين الاقتصادي والامني المزريين وحتى المناخ الاجتماعي فمثلا انقطع خلال هذه السنة 100 الف طفل عن الدراسة فهؤلاء سيخلقون مشاكل لانفسهم وبالتالي لعائلاتهم وكل هذا له تاثير على السعادة واضاف ان ما يشعر به التونسيون هو شيء عادي وعرفته البلدان التي عاشت انتقالا ديمقراطيا مشيرا الى ان الحل الاساسي للخروج من التعاسة هو وضوح الرؤية السياسية اذ يجب على القاطرة التي تقود الاقتصاد والوضع الاجتماعي والامن ان تتحرك ايجابيا لتتحرك نفسية التونسي